استهلّ بعض النواب موسم السياحة البرلمانية منذ بداية العهدة النيابية الحالية، وقد قدّم 11 نائبا من كتلة قلب تونس استقالتهم من الحزب ومن الكتلة مؤكدين أنهم يدرسون إمكانية إنشاء كتلة برلمانية جديدة. واعتبر الديبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبد الله العبيدي أن الاستقالة من الحزب فاجأت الجميع بسبب حجمها وسرعتها، مشيرا إلى أن التونسي حوّل مصطلح “الوجبة السريعة” حتى إلى مجال السياسة. وأضاف العبيدي في تصريح لموقع “الشاهد” أنه لا وجود لسياسيين حقيقيين ما عدى قلة قليلة وأن أغلب السياسيين المتواجدين على الساحة السياسية براغماتيين، كما بيّن أن السياسيين بحزب قلب تونس لولا نبيل القروي وقناة نسمة لما كانوا قد برزوا وأن أغلبهم تنقلوا اكثر من مرة من حزب إلى آخر. وأكد المتحدّث أن قرار النواب المستقيلين تكوين كتلة برلمانية هدفه الحصول على لجنة برلمانية ومنافسة كتلة قلب تونس على لجنة المالية، مشيرا إلى أن بعض السياسيين لا يستقر لهم قرار وليسوا عن حسن نية وهو ما يعرف بالانتهازية، رغم أنّ السياسة هي نكران لذات وسخاء وحب الخير للغير وأن القرار لدى السياسي عندما يكون مدروسا تكتب له الاستدامة لكن القرارات المتسرعة نتائجها بارزة للعيان. تجدر الإشارة إلى أن حاتم المليكي المستقيل من حزب قلب تونس وكتلته بالبرلمان كان قد أكد أن أسباب استقالته و10 نواب آخرين تعود أساسا إلى ما اعتبره غيابا للحوكمة والتسيير داخل الحزب فضلا عن عدم رضاهم عن آليات اتخاذ القرار . كما بين المليكي أن استقالتهم تأتي على خلفية رفضهم للمواقف السياسية لحزب قلب تونس من الحكومة ورئاسة الجمهورية وعلاقته بالأطراف السياسية الأخرى إضافة إلى رفضهم لمنهجية وشكل المعارضة التي يريدونها بناءة لا هدامة، حسب تعبيره. ورجح المليكي أن يشكل النواب المستقيلون من حزب قلب تونس وكتلته بالبرلمان، وهم رضا شرف الدين وحاتم المليكي وخالد قسومة ونعيمة المنصوري وأميرة شرف الدين وصفاء الغريبي وسهير العسكري ومريم اللغماني وسميرة بن سلامة وحسان بلحاج ابراهم وعماد أولاد جبريل، كتلة برلمانية جديدة.