تخّيم الأزمة الداخلية على حزب قلب تونس بعد استقالة 11 نائبا بشكل مفاجئ وسط اتهامات متبادلة بين المستقيلين وبعض القيادات الأخرى، فيما أفادت أنباء بعدول نواب عن الاستقالة أو التحاق نواب آخرين بالمستقيلين. النائب بمجلس نواب الشعب عن قلب تونس رفيق عمارة اتهم المستقيلين بخيانة الحزب والقسم، قائلا إنّ كل النواب أقسموا على عدم الاستقالة من الحزب ومواصلة المسيرة إلى آخرها، رغم الخلافات أو غيرها من الأسباب. وأكّد عمارة أن الاستقالة تعود أولا إلى أسباب تنظيمية حيث أراد المستقيلون تغيير هيكلة الحزب وإبعاد نبيل القروي عن الرئاسة وتغييره بأحد النواب، وهو ما لم يحظ بموافقة الأغلبية بدليل أن عدد المستقيلين 11 وكتلة الحزب تضمّ 38 نائبا. وأضاف عمارة أن الأغلبية لم تكن موافقة على هذا التمشي موضحا أن الأقلية عندما فشلت في فرض رأيها على الأغلبية قررت الاستقالة. وفي المقابل، أكد حاتم المليكي أن أسباب الاستقالة تعود أساسا إلى ما اعتبره غيابا للحوكمة والتسيير داخل الحزب، فضلا عن عدم رضاهم عن آليات اتخاذ القرار ورفض المستقيلين للمواقف السياسية لحزب قلب تونس من الحكومة ورئاسة الجمهورية وعلاقته بالأطراف السياسية الأخرى، إضافة إلى رفضهم لمنهجية وشكل المعارضة التي يريدونها بنّاءة لا هدامة، حسب تعبيره. تجدر الإشارة إلى أنّ المكتب السياسي للحزب قرر تجميد عضوية رضا شرف الدين من خطة نائب رئيس الحزب وعضوية المكتب السياسي وحاتم المليكي من عضوية المكتب السياسي للحزب وإحالة هذا الملف على أنظار المجلس الوطني والأيام البرلمانية لحزب قلب تونس يومي 14 و15 مارس 2020. وعبر المكتب السياسي لقلب تونس عن استغرابه وأسفه للاستقالات التي قدمها عدد من النواب الى رئاسة البرلمان معتبرا أن السياحة الحزبية منافية لميثاق الحزب وللالتزامات الأخلاقية للنواب. كما أكد نص البيان أن تخلي حاتم المليكي عن رئاسة الكتلة النيابية يحيل آليا صلاحياته إلى نائبه في رئاسة الكتلة أسامة الخليفي الذي يتولى ترؤس تسيير الكتلة إلى حين انتخاب رئيس للكتلة أثناء المجلس الوطني والأيام البرلمانية للحزب.