تباينت الآراء عالميا حول دواعي استعمال دواء “الكلوروكين” في علاج المصابين بفيروس كورونا، وبين محذّرين من استعماله لخطورة أثاره الجانبية وبين الداعين إلى استعماله بصورة مستعجلة، تباينت الآراء. في المقابل، قررت بعض الأقسام الطبية في تونس استعمال دواء “الكلوروكين” لمعالجة المصابين بفيروس كورونا المستجد بعد إعطاؤهم الإذن لاستعماله من قبل السلطات التونسية. وقال شكري حمودة، المدير العام للرعاية الصحية الأساسية، أمس الثلاثاء إن مجموعة من العلماء والباحثين في تونس ضبطوا طريقة استخدام ”الكلوروكين” مع إضافة أدوية أخرى له، في إطار علاج المصابين بفيروس كورونا. وأضاف حمودة، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، إن إجراء أولى التجارب السريرية في تونس ينطبق مع ما قامت به بلدان متقدمة، ضمن مكافحة الوباء. وبدأت دول، منها فرنسا والجزائر ونيجيريا، تجارب على “الكلوروكين”، في ظل تشديد خبراء في مجال الصحة على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات والأبحاث قبل التصريح به كدواء لمصابين بالفيروس. وأوضح حمودة أنه يتم إجراء التجارب السريرية في تونس بالتنسيق مع المخبر الوطني لمراقبة الأدوية، والمركز الوطني لليقظة الدوائية، والهيئة الوطنية للتقييم والجودة والاعتماد بوزارة الصحة. وتابع أن الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية اقتنت الكميات اللازمة من دواء “الكلوروكين”، بفضل الدعم الكامل التي تم توفيره من جانب الصيدلية المركزية والبنك المركزي. وكان باحثون صينيون قد أكدوا في وقت سابق أن استخدام 500 مليغرام من الكلوروكين يوميا لمدة عشرة أيام، ستكون كافية لعلاج كوفيد-19. وقال الباحثون إن “النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن على أكثر من مائة مريض، أظهرت أن فوسفات الكلوروكين كان أكثر فعالية من العلاج الذي تلقته مجموعة أخرى للمقارنة، وذلك في احتواء تطور الالتهاب الرئوي، وفي تحسين حالة الرئتين، وفي إعادة المريض سلبيا، وفي تقصير مدة المرض”. بدوره، أعلن المتخصص الفرنسي في الأمراض المعدية ديدييه راؤول شهر فيفري الماضي عن “نهاية اللعبة” بالنسبة لفيروس كورونا، قائلا “نحن نعلم بالفعل أن الكلوروكين كان فعالا في المختبر ضد هذا الفيروس الجديد، وهذا ما أكده التقييم السريري الذي أجري في الصين”. وأعرب المختص عن سعادته بهذه الاستنتاجات مشيرا إلى “أخبار غير عادية”، بالنظر إلى أن “هذا العلاج لا يكلف شيئا”، وقال “في نهاية المطاف، ربما يكون هذا المرض الأبسط والأرخص علاجا من بين جميع أنواع الأمراض الفيروسية”. في المقابل، تعرض راؤول -الذي يعد واحدا من 11 عضوا في المجلس العلمي لدى الحكومة الفرنسية- لانتقادات عديدة، ولا سيما من قبل مجموعة “فيك ميد” التي تضم علماء يحاربون المعلومات الكاذبة في المجال الصحي، وقد حذروا في فيفري الماضي من الآثار غير المرغوب فيها لهذا الدواء. وقال جان بول جيرو وهو أحد أشهر المتخصصين في علم الصيدلة وعضو الأكاديمية الفرنسية للطب إن من آثار هذا الدواء “اضطرابات الجهاز المناعي والمغص المعوي والغثيان والتقيؤ ومشاكل الكبد، وحتى الدم”، وهذا ما ذهب إليه أيضا طبيب الصيدلة والاختصاصي بالصحة العامة فرانسوا مينين، الذي قال إن هذا الدواء يمكن أن يكون “خطيرا للغاية في حالة الجرعة الزائدة”.