لا حديث في صفحات التواصل الاجتماعي سوى عن الصور التي نشرتها الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية يوم أمس الاحد والتي أحدثت ضجّة كبيرة. وكشفت الصور مشاركة رئيس الجمهورية قيس سعيد في عملية شحن المساعدات التي تم جمعها في إطار حملة تبرعات لمواجهة جائحة كورونا، حيث ظهر الرئيس وهو يحمل المواد الغذائية على كتفه ويهم بشحنها في الشاحنات المخصصة للغرض. وذكر بلاغ صادر عن الرئاسة ان سعيد توجه إلى عدد من الأحياء السكنية بالضاحية الغربية للعاصمة لتوزيع ما تم تجميعه إلى حد فجر هذا اليوم، من مواد غذائية ولوازم ضرورية، مبرزا انه اوصى الأهالي بالتآزر والتعاضد في هذه الظروف التي تعيشها تونس والإنسانية جمعاء. ولفت البلاغ الى ان الرئيس دعا سكان الاحياء التي زارها إلى توخي الحذر و ملازمة الانضباط حتى يتم تجاوز هذا الوضع الاستثنائي. واكدت الرئاسة انها ستواصل "في إطار تعزيز التعاضد والتعاون، تجميع المساعدات والحرص على أن تصل إلى مستحقيها. واثارت صور رئيس الجمهورية جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت التعليقات بين من رحب بالفكرة معتبرا انها تنمّ عن تواضع رئيس الجمهورية وبين من اتهمه بالشعبوية. وكتب مالك بن عمر “هيبة الدولة تتجلى في نزول حكامها من أبراجهم العاجية …هذه صور جميلة و معبرة لرئيس تونس و هو يشارك في نقل المساعدات و تحميلها”. وعلى الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية علق الكثير من التونسيين مشيدين بتواضع الرئيس . وكتب نور الدين حبلاني “كل الإحترام والتقدير سيادة الرئيس” وعلق آخر ” سيدي الرئيس أحببناك على صدقك فلا تخيب أملنا فيك ولك في الأولين عبره نسأل الله لك التوفيق..” في الطرف المقابل، اعتبر آخرون أنه ليس من اولويات رئيس الجمهورية شحن التبرعات، معتبرين ان ما فعله ضرب من ضروب الشعبوية. وكتب اسامة بن رحومة ” ربما لو ركز في حاجة أخرى يكون خير. حمل الأكياس ليس من مهامه و لم يكن في مشروعه الإنتخابي. أنا نراها شُعبويّة مع أني نحبّو”. فيما دعاه البعض الآخر الى ضرورة ارتداء الكمامات والقفازات، وكتبت راوية ” البس الماسك سيدي الرئيس هومة يخافو على ارواحهم وانت لا ؟ لازم التحلي بروح المسؤولية وانت لها”. هذا وأعلنت الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية، في بلاغ لها، امس الاحد أنه تم تأمين إنتقال رئيس الجمهورية من مقر سكناه بالمنيهلة الى الإقامة الرئاسية الرسمية بقصر قرطاج . وقالت الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية، إن ذلك يأتي في إطار تأمين استمرارية الدولة في هذه الظروف الصحية الإستثنائية المتعلقة بجائحة الكورونا .