مع اقتراب حلول شهر رمضان تعددت الأسئلة حول الأحكام الدينية للصوم في ظل انتشار الوباء بالبلاد، وقد أكد مفتي الجمهورية عثمان بطيخ في تصريح صحفي أنّه في انتظار انعقاد مجلس الأمن القومي ليُعلن عن فتواه حول صيام شهر رمضان المعظّم. وأوضح بطيخ أنّ وزارة الصحة ومجلس الأمن القومي يعتمدان على آراء الأطباء والمختصين وأنّه عندما تتضّح المسألة سيدلي بموقفه معتبرا أن الإستباق يُصبح حكما اعتباطيًّا. وقال المفتي” لا أستطيع اتخاذ أيّ قرار ، لنرى قرار مجلس الأمن القومي وعندها لكلّ حادث حديث”. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من أساتذة جامعة الزيتونة كانت قد أصدرت بيانا شرعيا حول حكم الصّوم في ظلّ تفشّي وباء كورونا. وقد أوصوا المسلمين باغتنام النّفحات الربّانيّة في الشّهر الفضيل كما أكدوا أنّ “حكم الصّوم ثابت بالنصّ القطعيّ، ومعلوم من الدّين بالضّرورة، وهو واجب على كلّ مكلّف مقيم صحيح خال من الموانع الشّرعيّة. فلا يجوز الفطر إلّا لأصحاب الأعذار من المرضى والمسافرين وكبار السنّ ونحوهم”. وأضافوا “يجوز للمصاب بوباء كورونا الفطر في رمضان بناء على توجيهات الأطباء المباشرين لحالته. قال تعالى: "ومن كان مريضا أو على سفر فعدّة من أيّام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" [البقرة 185]”. كما نبهوا إلى أنّ “ما أشيع عن إضعاف الصّوم لمناعة الإنسان الصّحيح، ممّا يهدّد بالإصابة بفيروس كورونا، ليس سوى دعوى عارية عن الصحّة. فقد نفى المتخصّصون في المجالات الطبّيّة وجود أيّ دليل علميّ يُثبت تأثيراً سلبيّاً للصّوم في الجهاز المناعيّ، بل حكموا بأنّه يُسهم في تقويته. ولذلك فإنّ الأخذ بمثل هذه الأقوال يعتبر من التقدير الفاسد والاحتياط المُتوهّم. وعليه فإنّنا نهيب بكلّ مسلم أن لا يلتفت إلى هذه الادعاءات المتهافتة”.