تسببت أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في شلل الاقتصاد وفي خسائر مادية وبشرية تضاهي خسائر الحروب وفي نفس الوقت فرض وباء كوفيد-19 انكماشا اقتصاديا عميقا للغاية في أغلب دول العالم، من بينها فرنسا وايطاليا وأمريكا وروسيا، اكبر المتضررين من ازمة كورونا. وأعلنت السلطات الصحية في روسيا، اليوم الخميس، تسجيل 101 حالة وفاة و7099 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال ال24 ساعة الماضية، في أعلى حصيلة إصابات يومية منذ تفشي الفيروس في البلاد. ويرتفع بذلك العدد الكلي للمصابين في روسيا إلى 106 آلاف و498 مصابا، وعدد الوفيات إلى 1073 حالة منذ بدء تفشي الفيروس، وتماثل للشفاء حتى الآن 11619 شخصا. بدورها، شهدت فرنسا أشد انكماش اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية في الربع الأول من العام الجاري، في ظل أزمة كورونا، حسبما أظهرته بيانات رسمية اليوم الخميس. وقالت هيئة الإحصاءات الفرنسية إن الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا انكمش بنسبة 5.8% في الربع الأول من 2020 مقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة، حينها تراجع ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو بنسبة 0.1%. وانكماش الربع الأول هو الأكبر مقارنة مع الربع السابق له منذ الحرب العالمية الثانية. ويتجاوز التراجع معظم توقعات المحللين، الذين أشار معظمهم إلى انكماش بنسبة 3.5%، فيما كانت بعض التقديرات وصلت إلى سالب سبعة بالمئة. واصاب وباء كوفيد-19 حتى الان 3,1 ملايين شخص في العالم، واودى باكثر من 217 الف شخص، على رغم الاغلاق الذي فرض في نصف انحاء العالم. وفي امريكا، تراجع النمو الاميركي في شكل كبير للمرة الاولى منذ عشرة أعوام، بسبب ازمة فيروس كورونا، ما جعل البيت الابيض يتوعد بمعاقبة الصين في حال تسبها بشكل متعمد في هذا الضرر الاقتصادي العالمي. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّه يعتقد أنّ تعامل الصين مع تفشي فيروس كورونا دليل على أن بكين ستفعل كل ما بوسعها لتجعله يخسر سباق انتخابات الرئاسة المقبلة. وفي مقابلة مع وكالة الانباء رويترز، أوضح ترامب أنّه يبحث خيارات مختلفة فيما يتعلق بالعواقب على الصين بسبب الفيروس، قائلا “يمكنني فعل الكثير “. وكان ترامب قد حذر الصين من أنها ستتحمل العواقب إذا ثبت أنها مسؤولة عن عمد عن وباء فيروس كورونا. وكان ترامب قد صرّح في مؤتمر صحفي في وقت سابق “إذا كان الأمر ناجما عن خطأ، فالخطأ ليس إلا خطأ. أما إذا كانت مسؤولة عن عمد، إذن بالتأكيد يجب أن تكون هناك عواقب”.