أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، عن “القلق الشديد” إزاء استخدام المرتزقة في الصراع الحالي بليبيا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك. وأجاب دوجاريك عن أسئلة الصحفيين بشأن موقف غوتيريش من تقرير معروض على مجلس الأمن الدولي، يتحدث عن دور المرتزقة الأجانب في إذكاء الصراع الدائر بين الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ومليشيات الجنرال خليفة حفتر. وأضاف أن “ليبيا لا تحتاج إلى مرتزقة، بل إلى مصالحة تقود نحو تسوية سياسية للأزمة”. وأكد تقرير لخبراء في الأممالمتحدة يراقبون الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا وجود مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية ومقاتلين سوريين جاؤوا من دمشق لدعم المشير خليفة حفتر. وتحقيق الخبراء الذي سلّم إلى مجلس الأمن الدولي في 24 أفريل الماضي هو تحديث لتقريرهم السنوي الذي صدر في ديسمبر الماضي وتحدث أساسا عن وجود مجموعات مسلحة أجنبية قدمت من تشاد والسودان، في النزاع. لكنه لم يشر إلى مرتزقة روس. ويفيد ملخص التقرير إلى أن “مجموعة خبراء رصدت وجود عسكريين خاصين من +تشي في كا فاغنر+ في ليبيا منذ أكتوبر 2018”. ويضيف أن عدد هؤلاء “لا يتجاوز ال800 إلى 1200″، لكنه يؤكد أن مجموعة الخبراء “ليست قادرة على التحقق بشكل مستقل من حجم انتشارهم”. وقال الخبراء إن عناصر “مجموعة فاغنر يقدّمون دعما فنيا لإصلاح مركبات عسكرية ويشاركون في عمليات قتالية وعمليات تأثير”. وهم يساعدون أيضا قوات حفتر في مجال “المدفعية ومراقبة الحركة الجوية وتزويدها بالخبرة في صدّ الهجمات الالكترونية وفي نشر قناصة”. واعتبر الخبراء أنّ مشاركة هؤلاء المرتزقة “كانت بمثابة قوة مضاعفة” لقوات حفتر. ورصد التقرير أيضا عسكريين خاصين من مجموعة +روسكيي سيستيم بيزوباسنوستي+ (ار اس بي) وهم يؤمنون صيانة وإصلاح طائرات عسكرية. وأضاف أن تحقيقا يجري في معلومات عن “انتشار في السادس من جانفي 2020 في بنغازي لأعضاء من المجموعتين العسكريتين الخاصتين +موران سيكيوريتي غروب+ و”شيت سيكيوريتي غروب+”. ويؤكد الخبراء أيضا أن لديهم أدلة على نقل مقاتلين سوريين من دمشق إلى ليبيا. ويقول التقرير إن “مجموعة الخبراء تحققت من أن العديد من هؤلاء المقاتلين السوريين تم نقلهم إلى ليبيا من سوريا عن طريق +أجنحة الشام+” وهي شركة طيران سورية خاصة مقرها دمشق. ويضيف أنه منذ الأول من جانفي الماضي تم تسيير 33 رحلة جوية من قبل “أجنحة الشام للطيران”. وتقدّر بعض المصادر على الأرض عدد المقاتلين السوريين الذين يدعمون عمليات المشير حفتر بأقل من ألفين.