نشر السيد علي العريّض على الموقع الإخباري لرئاسة الحكومة بالقصبة بمناسبة انطلاق الشرارة الأولى للثورة التونسية تهنئة لكافة أبناء الشعب التونسي ضمنها تقييما للوضع العام للبلاد ثلاث سنوات بعد الثورة ، ودعوة للوحدة الوطنية من أجل مواصلة بناء الديمقراطية ، والمضي في تحقيق تنمية عادلة وشاملة وفيما يلي نص مانشره رئيس الحكومة على الموقع الإخباري القصبة : بسم الله الرحمن الرحيم تحية احترام لكل التونسيات والتونسيين في داخل البلاد وخارجها تحية اجلال لشهدائنا الأبرار وعائلاتهم من التحرير الى الثورة تحية تقدير لكل جرحى الثورة في الذكرى الثالثة لثورتنا المباركة ثورة الحرية والكرامة نحيي اليوم ذكرى انطلاق الشرارة الأولى لثورتنا المباركة من مدينة سيدي بوزيد لتسري بعد ذلك بسرعة في كامل مدن وجهات الجمهورية ثم ليتسع مداها في وقت سريع أيضا لتطلق ثورات الربيع العربي. تأتي هذه الذكرى العزيزة وقد نجحنا جميعا في عديد الاختبارات وتجاوزنا الكثير من المشاكل ونحن اليوم أكثر استعدادا لمواصلة مسيرتنا المباركة من أجل استكمال الانتقال وبناء الديمقراطية وتحقيق التنمية وإرساء دعائم تونس التي حلمنا بها جميعا والتي اتاحت لنا الثورة فرصة المساهمة في بنائها وتوريثها لأبنائنا وأحفادنا وهي أحسن حالا ممّا ورثناها عن آبائنا وأجدادنا. تأتي هذه الذكرى وقد تقدّمت ديمقراطيتنا الناشئة خطوات مقدّرة في تثبيت مكسب الحرية وتوسيعه بنص الدستور الجديد ولايزال أمامنا حفظه وعصمته من خلال القضاء على خطر الفوضى والعنف والإرهاب لتستوي المعادلة بين الحرية واحترام القانون. تأتي هذه الذكرى وبلادنا اكثر عزما في مقاومة الارهاب ومحاولات اجهاض المسار والانقلاب على الثورة بفضل يقظة جيشنا وقوات أمننا الوطنيين الذين لم يبخلوا بتقديم أرواحهم وأجسادهم فداء للوطن وحماية للثورة ومسارها. تحية إجلال وإكبار لشهدائنا وجرحانا من الجيش ومختلف الاسلاك الامنية. يحقّ لنا اليوم أن نفرح جميعا وقد نجحت نخبنا السياسية والمدنية في تثبيت قيمة الحوار كآلية لتجاوز المشاكل والعقبات وتعزيز الشرعية الانتخابية التي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر بشرعية توافقية هي اليوم علامة مميزة للثورة التونسية وتجربتنا في بناء الديمقراطية. إنّ نجاحنا في تثبيت الحريّة للتونسيات والتونسيين يلزمنا جميعا في الحكم والمعارضة والمجتمع المدني أن نضاعف الجهود من أجل تدارك التعثّر في مطلب الكرامة الذي لا تزال الفئات الملتفّة حوله من جهات محرومة وعاطلين عن العمل وشباب ونساء وعائلات معوزة تنتظر المزيد من الاجراءات والمعالجات النوعية بسرعة ونجاعة أكثر تنقل واقعها نحو الأحسن وتفتح أمامها المستقبل نحو الأفضل. فلامجال في تونس الثورة أن يقايض أحد شعبها بالكرامة مقابل تنازله عن الحرية، كما لامجال لأن تستمر معارك الحرية من دون ضبط على حساب الملفات الكبرى للبلاد الأمنية والاجتماعية والاقتصادية. أخواتي، أخوتي لتكن هذه الذكرى العزيزة فرصة لنا جميعا نجدد فيها عزمنا على تقوية اللحمة الوطنية والوقوف صفا واحدا متضامنا ومتآزرا في مسيرة بناء الديمقراطية والتنمية العادلة والشاملة مثلما كنّا صفّا واحدا في النضال ضد الديكتاتورية والاستبداد والظلم الاجتماعي. ولا يجب أن ننسى أنّ العالم من حولنا يرقب تجربتنا في الانتقال الديمقراطي ويأمل أن تواصل شق طريقها نحو النجاح بإذن الله لتكتمل لها مآثر انطلاق الربيع العربي ومآثر نجاح الربيع العربي في زمن تبحث فيه شعوبنا العربية والاسلامية عن نجاح يفتح لها الأمل في التحرر والتنمية ويفتح للعالم نافذة جديدة من أجل عدالة أكثر في العلاقات الدولية. نتمنىّ أن تأتي علينا الذكرى الرابعة للثورة وقد أنجزنا دستورا جديدا وانتخابات حرة وشفافة تعبر بهما تجربتنا إلى مرحلة الاستقرار والبناء. "عاشت تونس حرة، مزدهرة وآمنة تحية الى شعبنا الابي والمجد لشهدائنا الأبرار وتتواصل المسيرة"