في ضوء ما نلحظه من الدور الإعلامي الكبير في توجيه الرأي العام في اتجاهات بعينها لتناول هذه القضايا، أو اثارةمشكلات حولها نجد القوة الاعلامية لامريكا كواحدة من قوي التسويق السياسي وتحسين صورة امريكا في العالم كناشر وكمحب للسلام من ذلك ما عرضته هذا الاسبوع قناة "سي.بي.أس" الأمريكية لمقابلة مع أرملة مدرس أميركي تم قتله بالرصاص في ليبيا، وجهت أنيتا سميث رسالة لقاتليه قائلة : أنا أحبهم وأسامحهم ولست ضدهم في شيء. وتضيف أيضا أن زوجها الذي كان يضع عبارة "أفضل صديق لليبيا" تحت اسمه في حسابه بموقع "تويتر" التواصلي "أحب الليبيين كثيرا، خصوصا تلامذته" وفق تعبيرها. وتضيف : أريدكم أن تعلموا جميعا، كل شعب ليبيا، أنني أدعوا لله تعالى لكي يحل السلام والخير والازدهار على ليبيا. أتمنى أن يكون دم روني المسفوك على الأرض الليبية سببا لنشر السلام والمصالحة بين أبناء الشعب الليبي، والله يبارككم. لتنتهي المقابلة معها في "سي.بي.أس" الأميركية، بما يثير الاستغراب فالمرأة التي قتلوا زوجها في ليبيا، تنوي العودة إليها لزيارة أصدقاء تركتهم وما زالوا هناك، ولزيارة من كانوا لها جيرانا قرب البيت في "الفويهات" ببنغازي، وهذه وحدها تهز كل ضمير. هكذا يتم تقديم الانسان الامريكي عبر وسائل الاعلام كشخص محب للسلام ومسالم.. مقابلة حركت الشعور و التعاطف الإنساني عبر العالم بعيدا عن اية عقلية استئصالية وتشفي ورغبة في الانتقام يذكر ان زوجها روني سميث، ترك لها طفلا وحيدا ، كان معلما لمادة الكيمياء في "المدرسة الدولية ببنغازي" حين فاجأه قاتله بزخة رصاص يوم 5 ديسمبر الجاري، وأردوه قتيلا على قارعة الطريق جين كن يمارس رياضة الجري باكرا عند الصباح قرب منزله بمنطقة "الفويهات" جنوبي بنغازي الواقعة في الشرق الليبي. "دمه المسفوك لنشر السلام"هي رسالة قناة "سي.بي.أس" الامريكية وكانها تقول لنا من جديد ..أيها الإعلام العربي تعلم !… إنكم جثث هامدة.. ليتنا نتعلم !!