أعلن رئيس حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي على الملأ و أمام العالم دعمه للانقلاب العسكري في مصر حيث جاء على لسان أحد زعماء "الديمقراطيين" في مداخلة بالمؤتمر الاقتصادي العالمي بدافوس "…لا نلوم المسؤولين – مسؤولي الإنقلاب في مصر- أنهم لم يتركوا بلادهم في حالة فوضى و حالة دماء و صدامات.." انتهى كلام الشيخ. السبسي برّر الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بأنّ "المسؤولين" تحرّكوا لحماية البلاد من الفوضى ، لكن "الوريث الشرعي للحداثة و الديمقراطية" في تونس فاته ، أو بالأحرى ، يتناسى آلاف المصريين من الأطفال و النساء و الشيوخ الذين داسهم السيسي بالجرّافات…السبسي يريد أن يقنعنا و يقنع العالم- الذي تخلى في مجمله عن قادة الانقلاب في مصر- بأن قتل ستة آلاف مصري هو عمل شرعي…لحقن الدمّاء؟ تصريح الباجي قايد السبسي لم يكن مفاجئا ، خاصة و أن مواقف قيادات نداء تونس معلومة و تصريحاتهم المؤيدة للانقلاب موثقة..كما أنّ هناك من ذهب إلى الحديث عن تنسيق بين الخلايا الأولى للانقلاب المصري و بعض المسؤولين السياسيين و الإعلاميين التونسيين في بداية التحرك للإطاحة بالرئيس مرسي. لكن الغريب في تصريح السبسي هو الخروج عن الخيارات الدبلوماسية المألوفة للرجل التي ورثها عن الرئيس السابق الحبيب بورقيبة و المتمثلة في التحفظ و عدم التموقع في الصراعات الدولية ، حتى أن مسؤولي النداء كانوا ، حين يسألون عن القتل و الدمار في مصر في بداية الانقلاب ، يصرحون بأن الأمر شأن مصري داخلي مع تأييد ضمني لما يحدث. ما قاله السبسي في دافوس يعتبر فضيحة سياسية و أخلاقية…و لا يشرف تونس الثورة..تونس الديمقراطية..و يحيلنا على التساؤل حول حقيقة الشعارات و الخطابات التي تتبنى الديمقراطية و الحداثة التي لطالما ردّدها قيادات حزب نداء تونس….كما أن موقف السبسي المعلن من الإنقلاب المصري يطرح من جديد السؤال حول إمكانية مشاركة من يحمل "فكرا إنقلابيا" في بناء الجمهورية التونسية الثانية؟