كتب الصحفي امان الله الجوهري مقال على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تعليفا على الاحداث الاخيرة التي جدت بروّاد امس و على الندوة الصحفية لوزارة الداخلية اثر مقتل كمال القضقاضي المطلوب الاول و المتهم بمقتل بالعيد و البراهمي وفي ما يلي ما نشر الجوهري: "لقد احترق حارس لجنة تنسيق حزب الدستور حتى الموت ولكنّ "الحبل الّي كتفوه بيه" لم يحترق ليكون الشّاهد على الجريمة وحجّة النظام التي لا تذر خلفها مجالا للشك في إدانة خصومه السياسيين. هكذا اجتهدت أجهزة الأمن والاعلام في نظام السّابع في إقناع التونسييّن بأنّ هذه الرواية جديرة بالتصديق. لا أدري إن كان ذلك بفعل غباء ذلك النظام أم بفعل احتقاره للتونسيين بدرجة تمنحه الثّقة بأنه قادر على التلاعب بوعي التونسيّين بهذه الرّواية السّاذجة, وأيّا كان الأمر فلقد ضلّ نظام السابع واثقا أنّ سواد التونسيين صدّق تلك الرواية حتّى اسقطّ التونسيون ذلك النظام ومنحوا ثقتهم في انتخابات شهد العالم بنزاهتها للذّين تقول رواية أجهزة النّظام أنّهم أصحاب "الحبل إلّي كتفوه بيه". لكن يبدو أن كل شيء يتطوّر, وأن الجميع يبصرون الحقائق التي يجلّيها التاريخ وهو يمرّ, فقط مدرسة "الحبل الّي كتفوه بيه" تبقى على حالها ويعجز خرّيجوها وتلامذتها عن تطوير نمط تفكيرهم وشكل الروايات التي يقدّمونها لنا نحن "الأغبياء" كما يروننا. مدرسة "الحبل الّي كتفوه بيه" تبذل اليوم ما بوسعها لكي تستخفّ بعقولنا من جديد. تطلب منا هذه المدرسة أن نصدّق بأنّ شبحا ما يدعى "كمال القضقاضي" قتل شكري بلعيد يوم 6 فيفري 2013 على دراجة نارية من نوع "فسبا" ثمّ تنقّل إلى جبل الشعانبي ليزرع الألغام ويرتّب , الأمور هناك ثمّ عاد ليقتل محمّد البراهمي على "الفسبا" كذلك وبقطعة السلاح التي قتل بها شكري بلعيد ليعود للشعانبي بعد ايام ويذبح الجنود التسعة هناك ثمّ ينتقل من هنا الى هناك .. وفي نهاية المطاف ها هي مدرسة "الحبل الي كتفوه بيه" تخبرنا أنّ تحديد أجهزة الأمن مكان تواجد القضقاضي كان من -قبيل الصّدفة- عشيّة الذكرى السنوية الأولى لحادثة "الفسبا" الأولى وأن القضقاضي قتل وقتل جميع من كانوا برفقته ….. وأنّ القضاء أذن ب"تفجير" جثّة القضقاضي التي كانت "ملغّمة" …. الرواية قابلة للتصديق, فالقضقاضي كان يضع المتفجّرات في أحشائه الأمر الذي حال دون تمكّن "البواسل" من تفكيكها وهو ما دفعهم لتفجير جثّة الشبح … المقاتل الأخير من رفاق القضقاضي السبعة كان أيضا أشدّ بسالة من طلائع "البواسل" بما منعهم من إلقاء القبض عليه حيّا بعد ما قُتل الآخرون جميعا .. لعلّ "البواسل" كان عليهم التثبّت من قتل الجميع قبل اقتحام البيت فاحتمال تواجد عناصر ملغّمة بينهم وارد .. لكن كيف تثبّت "البواسل" أنّ الجميع قتلوا ؟ .. على العموم .. المطلوب منّا الآن تصديق هذه الرّواية ومن ثمّ الهتاف لل"بواسل" وللتخلّص من صاحب "الفسبا" وتفجير جثته بإذن القضاء .. سحقا لكلّ تلك الأبواق التي تروّج هذه السخافات التي ينبغي علينا -في نظرهم- تصديقها والخزي لكلّ من يصدّق هذه الحماقات … لا أعتقد أنّ ما حدث مؤخّرا في منطقة رواد يعدو أن يكون عمليّة إعدام ميدانيّة لا تخلّف أيّ أثر يمكن أن يكذّب الرواية الرسمية المعدّة سلفا تغلق الملفّات وتطمس الحقيقة فالجميع قتلى وجثّة القضقاضي اندثرت وتحديد هويات القتلى ليس من اختصاص منفذي العمليّة. ربّما لم يقتل القضقاضي بعد وربما يكون قد قتل بالفعل ولكنّ هذا لا يعني أنه قتل في عمليّة رواد, ولا يعني ايضا أنّه عاش حتى قُتل شكري بلعيد .. فالقضقاضي الآن مجرم بلا محاكمة وهويّة بلا جثّة .. يقال أن الحياة والموت يقاسان في الحقيقة بالدّور الذي يؤدّيه أو لا يؤدّيه احدنا, والقضقاضي اختير له أن يؤدّي دورا في الحياة السياسيّة في تونس هو اثارة الرّعب والفزع في قلوب التونسيين ومن ثمّ توجيه العملية السياسيّة في اتّجاهات نعلمها جميعا .. وسواء أكان القضقاضي حيّا أو ميتا أو محتجزا أو مختفيا أو غير موجود أصلا حينما قام بدوره فلقدّ أداه بنجاح ومات بانتفاء الحاجة للدّور الذي يؤدّيه .. كان يجب أن لا يموت القضقاضي قبل الآن .. ولكن لا شيء سوف يمنع ميلاده من جديد .. كلّما احتاج بعضهم إلى ذلك .. كعادتها سوف تتوهّم مدرسة "الفسبا" و"الحبل إلّي كتفوه بيه" أنها نجحت في العبث بوعي التونسيين وأنّها قدّمت لهم رواية تكفي حاجتهم لمعرفة الحقيقة وسوف يكتشفون مرة أخرى أنّ الجماهير ليست بذلك الغباء .. يسقطّ جلاد الشّعب .. يسقط حزب الدّستور .. يسقط نظام السّابع رجعي عميل وتابع .." أمان الله الجوهري