,قالت جريدة «الشروق» الأحد 10 مارس ، إن أجهزة الأمن الجزائرية ألقت القبض على المدعو كمال القضقاضي المتهم باغتيال شكرى بلعيد المعارض السياسى والحقوقى التونسى، وذلك بعد رصد تحركاته عن طريق قمر اصطناعى مثبت لمراقبة الحدود التونسيةالجزائرية. وأضافت أن قمرا اصطناعيّا جزائريّا رصد تحرّكات الجاني وجماعته. وأوضحت أنه تم إلقاء القبض على المتهم كمال القضقاضي، قاتل شكري بلعيد منذ حوالي ستة أيام في الحدود الجزائريةالتونسية وهو الآن محل احتفاظ للتحقيق معه في عملية الاغتيال. وذكرت أن القاتل تم إلقاء القبض عليه من قبل قوات جزائرية كانت تراقب الحدود الجزائريةالتونسية، ونجحت في القبض عليه بعد أن رصدت تحركاته مع بعض المجموعات التي قيل إنها عناصر جهادية وتم تسليمه الى السلطات الأمنية التونسية، موضحة أن الأطراف الجزائرية تمكنت من رصد تحركات القاتل والمجموعة التي كانت تحيط به عن طريق قمر اصطناعي كان مثبتا لمراقبة مناطق العبور على حدود البلدين. من جهة أخرى، توقعت مصادر صحفية، أن تكون حياة الفاعل الأصلي كمال القضقاضي في خطر وأن تقع تصفيته وذلك نظرا إلى تصريحاته التي وصفت بالخطيرة، ومن شأنها أن تورط بعض الأشخاص قيل إنهم من ساسة البلاد. وأكدت مصادر أخرى أن عمليات التمشيط والبحث في جبال الكاف والمناطق الحدودية تكاد تكون قد توقفت وهو ما يؤكد أن القاتل في قبضة الجهات المعنية. وبحسب هذه المصادر فإن الطرف الجزائري سلم القاتل للسلطات التونسية وذلك لتفنيد الشبهات التي حامت مؤخرا حول أن تكون عناصر دخلت من الجزائر لا علاقة لها بالحكومة الجزائرية متورطة في جريمة الاغتيال وهي التي قامت بالتخطيط ووضع لمسات العملية الإجرامية. وأضافت تقارير أخرى أن فرقة مقاومة الإجرام هي الآن بصدد التحقيق مع القاتل كمال القضقاضي. وهناك معلومات شبه مؤكدة أن قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس لا يعلم بعملية ايقاف القاتل التي تمت في كنف السرية المطلقة، فبعض القيادات الأمنية العليا التي قيل إنها هي التي تسيطر على دواليب الدولة وتتحكم بوزارة الداخلية هي الوحيدة التي لها علم بعملية التسليم وقد دخلت على الخط لتحديد وجهة الأبحاث وربما إيجاد رواية منطقية لعملية الاغتيال. وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث مازالت متواصلة في هذا الملف الذي يشغل الرأي العام الوطني والأجنبي والذي يمكن أن تحدث حقائقه بركانا في تونس ويغير الوضع السياسي بالبلاد خاصة اذا كان بحوزة القاتل حقائق مثيرة وخطيرة جدا تورط جهات سياسية بعينها ويمكن أن تصب في التوقعات التي أشارت اليها أطراف لها علاقة قانونية بملف القضية. من جهته أكّد، خالد طروش المتحدث باسم وزارة الداخلية الاحد 10 مارس أنّه لم يتمّ بعد إلقاء القبض على كمال القضقاضي المتهم بقتل الفقيد شكري بلعيد مشيرا إلى أنّ المساعي الأمنية ما تزال متواصلة لإيقافه وتقديمه للعدالة، وكان ذلك خلال مداخلة له على موزاييك أف أم. كما نفى طروش صحّة الخبر الذي نشرته صحيفة الشروق حول تسليم السلطات الجزائرية المتهم بقتل بلعيد إلى السلطات التونسية، وقال إنّ هذا الخبر لا أساس له من الصحة وأنّه كان يفترض من الصحيفة التثبت في مثل هذه الأخبار الخطيرة من المصادر القضائية والأمنية قبل نشره. وتاكيدا للموقف التونسي نفى وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية، تسليم بلاده قاتل شكري بلعيد، نافيا علاقة بلاده بالموضوع «فهي لم تقبض عليه حتى تسلمه»..وقال دحو ولد قابلية، في تصريحات نشرتها الصحف الجزائرية الصادرة صباح الثلاثاء 12 مارس، إن هناك تنسيقا أمنيا محدودا بين بلاده وتونس وليبيا رغم الحدود الشاسعة بين الدول الثلاث، مؤكدا أن العمل جار لإقامة قاعدة عسكرية متطورة لمراقبة الحدود مع ليبيا.