مهما كان حكمنا قاسيا على القضقاضي ومااقترفت يداه من جرائم في حق الوطن ، وأبنائه ،فإن الطيب القضقاضي ، والده الذي انتشرت صوره ، جالسا وحيدا ، مطرقا ، ينوء بحمل ثقيل لاناقة له فيه ولاجمل ، تحت جدار متهاو ، وقد نشر حفنة من الكراسي في انتظار معزين لاياتون ، وأقارب يتبرؤون ، وجيران لايواسون ، قد آلمتني ، وأبكتني ، لأن روحي جالست روحه على كرسي مجاور له ،تحت جدار بيته المتواضع ، وساءلتها ، فوجدتها جريحة ، تنزف ، فقرا ، وألما ، وظلما من ابن ظل الطريق ، ونظرة من الناس لاتليق ، وشماتة عدو ، وإنكارا من صديق . لطفي الهرماسي