يبدو انّ العصابة الّتي قتلت #بلعيد و #البراهمي و الجنود في #الشّعانبي و العناصر الامنيّة في اماكن كثيرة هي نفسها من ارادت التّخلّص من منفّذي العمليّات الارهابيّة، لانّ الامساك بالمنفّذين سيكشف الرّؤوس المختفية عن الانظار و الّتي كانت تعمل في الظّلام ضدّ كل اصلاح لما افسدوه .. هم ارادوا للملفّ ان يُغلق،على الاقلّ في مستواه المحلي،لانّهم لا يملكون مفاتيح المستوى الدّوليّ و الاقليميّ .. و الحصيلة جيّدة بالنّسبة لهم.. فقد حقّقوا بعض ما يضمن مصالحهم المستهدفة بالثّورات و التّغييرات الحاصلة هنا و هناك .. بعض ما تمكّنوا منه: 1. التّخلص من ادوات التّنفيذ القديمة : ربّما كانوا هم من جمع "قيادات" الارهاب تحت سقف واحد و هو ما يستحيل الاّ بتخطيط قويّ .. ثمّ قدّموا المعلومة الى الاجهزة الامنيّة لتحقّق انجازها .. 2. الايهام بانّ #حركة_النهضة وراء موضوع الاغتيالات: اذ يعملون اعلاميّا على تاكيد ما يقوله بعض "التّيّاسة" عند اصحاب المصالح ..من انّ النّهضة وراء الاغتيالات و انّها تحميهم لانّها في السّلطة .. و خروجها من السّلطة يَسَّر القضاء على الارهاب.. 3. نجاح الدّاخلية في قتل ما تعتبره اخطر العناصر الارهابيّة، في ظلّ رئاسة#مهدي_جمعة للحكومة : و هو نجاح للمهديّ المنتظر بعد نجاحات اقتصادية ( يروّج لها الاعلام و خبراء #نداء_التجمع ) و بعد هدنة اعلاميّة و هدنة اجتماعيّة مرتقبة من اتحاد_الشغل .. ممّا يرفع اسهمه شعبيا حتّى اذا توفّرت ظروف الانقلاب كان هو "سيسي تونس حبيب الملايين ".. ما لم يكن في حسبانهم و كان الحصيلة السّيّئة .. بالنّسبة لهم و لاعداء#تونس : 1. سقوط حجة فشل #بن_جدو: فبن جدّو مازال وزيرا للدّاخلية و في عهده تمّ قتل هؤلاء وتحقيق نجاح امنيّ.. اذًا فالرّجل ناجح و الامر لم يكن الاّ مسالة وقت .. ثُبّت #بن_جدّو في مكانه !! 2. الوعي الّذي يتسلّل الى الادمغة : فالنّاس لم يعودوا كما كانوا عند اغتيال بلعيد .. عاطفيّين انفعاليّين الى ابعد الحدود ..لم تعد تنطلي حِيَل العصابة الّتي تطوّرت من حرق الزّوايا و ما شابهها الى القتل و التّفجيرات .. 3. فضح كثير من المسلّمات .. فما عاد كل قطع للطّرقات احتجاجا اجتماعيّا .. و ما عاد كلّ ملتح يلبس قميصا سلفيّا .. و ما عاد كلّ حامل للسّلاح ضدّ الدّولة مجاهدا ضدّ الطّاغوت .. و ما عادت صورة الارهاب مرتبطا بالاسلاميّين .. و ما عاد كلّ منقول عن الاعلام حقيقةً .. و ما عاد كلّ حادث قتل او حرق طبيعيّا .. في النّهاية فانّ الصّراع من اجل حرّية الوطن و استقلاله مازال متواصلا .. من شارك فيه فقد نال شرف التّغيير الحاصل و لو بعد حين .. و من خذل الوطن فسيُخذل .. و لله الامر من قبلُ و من بعدُ .. بلقاسم السائحي