كان يمكن للقاء الذي جمع الشيخ فريد الباجي بزعيم حزب العمال والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي ان يمر بشكل عادي ولا يجلب اليه الانتباه ، فمحتوى اللقاء الذي تم الإعلان عنه لا يتعدى البروتوكولات العادية ، ماعدا بعض العبارات التي استوقفت العديد من المتابعين لعل أهمها حديث الجبهة الشعبية عن التسامح وعن الإسلام وعن الزيتونة وكلمات أخرى من قبيل الشيخ ودار الحديث.. وهي عبارات جديدة على مدونة الجبهة قد تساهم في تقريب هذا التكتل اليساري من الشعب لان الذي يرغب في المشاركة في ادرة البلاد وهو في قطيعة كاملة مع هويتها وموروثها كالذي يحرث في البحر. الجديد الذي تسرب هو ما لم يعلن عنه فريد الباجي ولا الهمامي والخاص حسب بعض الوجوه المقربة من الجبهة بوساطة مع النهضة اقترحها حمة الهمامي على الشيخ فريد الباجي ، الخبر وبالنظر الى التصريحات السابقة لقيادات الجبهة يصعب تصديقه لكن وبعد التقارب الكبير لنداء تونس مع النهضة وتصريحات نجيب الشابي الايجابية تجاهها وملامح التقارب للحركة مع العديد من الشخصيات الأخرى وانفراط عقد جبهة الإنقاذ التي عول عليها الهمامي كرافعة للتصعيد الثوري في طريقه الى الاجهاز على الثورة ، كل ذلك جعل الخبر يرتقي الى مستوى التأكيد ، خاصة وان كل المؤشرات تؤكد أن الهمامي وغيره من الوجوه الراديكالية تقوم تباعا بحرق مكونات الجبهة الشعبية وتقديم هذه الفسيفساء كشكل من أشكال القنابل العنقودية في رحم القنبلة الام . يبدو ان حركة النهضة بدورها تتكتم على الأمر لكن ما حبسته الحركة في إطارها الضيق ستنشره الأيام في الإطار الواسع ويصبح عما قريب في متناول الجميع ، إلا اذا رفضت النهضة الفكرة من أساساها وتعنتت في القبول بالجلوس مرة أخرى الى اليسار الراديكالي.