" لا سبيل إلى الهدوء إذا كان الضجيج مصدره أعماقك " لكم تمنّعت الجزائر عن الربيع العربي و تاه جنرالاتها خيلاء و غرورا و قالوا " الجزائر ليست تونس و لا ليبيا و لا اليمن…. و لا حتّى سوريا "…. لكم هربت الجزائر إلى الأمام و كابرت و ردّد طغاتها أنّهم محصّنون من " إنفلونزا " الثورات الشعبية و موجة التغيير التي اجتاحت العالم العربي ذات شتاء …. لكم كتم النظام الجزائري على أنفاس شعبه و حوّل البلد إلى أكبر سجن عرفته إفريقيا عبر التاريخ …. كلّ هذا كان مجرّد تأجيل "للانفجار العظيم "…. اليوم و بعد أن اتخذت مسارات التغيير في البلدان التي زارها الحراك الشعبيّ طيلة السنوات الثلاثة الأخيرة وجهات مختلفة و مآلات شتّى و " كلّ يد خذات أختها "…أصبحت الوردة الجزائريّة جاهزة للقطاف …. الجنرال " السفّاح توفيق " الذي قتل أكثر من 20 ألف جزائري في التسعينات و المتورّط أخيرا في أحداث الشعانبي بتونس بعد أن أصبح رجاله يتخذون من المنطقة الحدودية بين البلدين " مجرى هوائيّا " يمرّ عبره الإرهاب و السلاح و التهريب و …. هذا الجنرال الدمويّ يضرب اليوم ضربة أخرى في معركة كسر العظام بينه و بين " بوتفليقة " بتدبيره تفجير الطائرة التي كانت تحمل على متنها 103 ضابطا عسكريا من خيرة ما أنجبته المؤسسة العسكرية الجزائريّة …. قد تكون الجزائر مقبلة على موسم الزلازل الكبرى …ففي بلد المليون و النصف شهيد الجميع ينام على رمال متحرّكة …و موسم " التحركات التكتونيّة " ليس ببعيد عن الجزائر… فعندما تكون أعماقك هي مصدر الضجيج …لا أمل لك في الهدوء. قد يخرج الشعب الجزائريّ أكبر الرابحين من هذا الصراع بين أجنحة النظام …إذ يبدو الشعب بعيدا عن مدار دفّتي الرحى …فليطحنوا بعضهم البعض ……. ولكن ذكاء الشعوب و حسّها الفطري سيجعل الجزائريين يقفون مع بوتفليقة و يصطفون وراءه في هذه المرحلة على الأقلّ للتخلّص من الحرس القديم للنظام العسكري و مافيات المخابرات ثمّ يمر الجزائريون إلى معركتهم الكبرى ….في مرحلة لاحقة . إنّ الأحداث تتسارع هذه الأيام …و التغييرات التي كانت تتطلّب عقودا لتحدث و تكتمل أصبحت اليوم تقع في أشهر …بل أسابيع …بل أيّام …بل ساعات. " و ساعة بعد ساعة يأتي الفرج " …و " ربيّ يفرّج علينا و على أمّة سيدنا محمّد الكلّ ".