وزارة التجهيز: تسمية عدد من المسؤولين الراجعين لها بالنظر اعضاء بالمجالس الجهوية    قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 8640 فلسطينيا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي..    رسميا: الأولمبي التونسي "أيوب الحفناوي" يغيب عن منافسات أولمبياد "باريس 2024"    سيارة تاكسي تقوم ب"براكاجات" للمواطنين..ما القصة..؟!    سياحة : نحو 30 بالمائة من النزل التونسية مازالت مُغلقة    كأس تونس: قائمة لاعبي الترجي الرياضي المدعوين لمواجهة نادي محيط قرقنة    البطولة العربية لالعاب القوى للشباب : التونسي ريان الشارني يتوج بذهبية سباق 10 الاف متر مشي    بطولة مصر : الأهلي يفوز على الاتحاد السكندري 41    جرحى في حادث اصطدام بين سيارتين بهذه الجهة..    قبلي: شاب يقدم على الانتحار شنقا    القصرين إيقاف شخص يأوي المهاجرين    تواصل حملة تنظيف وصيانة حديقة ''البلفيدير''    وزيرة الإقتصاد فريال الورغي في مهمة ترويجية    بأسعار تفاضلية: معرض للمواد الغذائية بالعاصمة    اتحاد الفلاحة: ''علّوش'' العيد تجاوز المليون منذ سنوات    قبل لقاء الأهلي والترجي: السلطات المصرية تعلن الترفيع في عدد الجماهير    المهاجم أيمن الصفاقسي يرفع عداده في الدوري الكويتي    حوادث : مقتل 12 شخصا وإصابة 445 آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 8 ماي 2024    الاقتصاد في العالم    عاجل : دولة عربية تلاحق عصابة ''تيكتوكرز'' تغتصب الأطفال بالخارج    عاجل/ فضيحة تطيح بمسؤولة بأحد البرامج في قناة الحوار التونسي..    تراجع عدد أضاحي العيد ب13 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية    يصعب إيقافها.. سلالة جديدة من كورونا تثير القلق    أخبار المال والأعمال    مدعوما بتحسن الإيرادات الخارجية: ميزان المدفوعات يستعيد توازنه    المتبسطة القيروان مشروع للطاقة الشمسية الفولطاضوئية بقدرة 100 ميغاواط    إلى حدود 6 ماي تصدير 8500 طن من القوارص منها 7700 طن نحو فرنسا    هزة أرضية بقوة 4.7 درجات تضرب هذه المنطقة..    "دور المسرح في مواجهة العنف" ضمن حوارات ثقافية يوم السبت 11 ماي    هذا فحوى لقاء رئيس الحكومة بمحافظ البنك المركزي التونسي..    اليوم: انطلاق اختبارات البكالوريا البيضاء    ومن الحب ما قتل.. شاب ينهي حياة خطيبته ويلقي بنفسه من الدور الخامس    رابطة أبطال أوروبا: بوروسيا دورتموند يتأهل للنهائي على حساب باريس سان جيرمان    جيش الاحتلال يشن غارات على أهداف لحزب الله في 6 مناطق جنوب لبنان    اعتبارًا من هذا التاريخ: تطبيق عقوبة مخالفة تعليمات الحج من دون تصريح    اليوم : بطاحات جربة تعود إلى نشاطها    لأجل غير مسمى.. إرجاء محاكمة ترامب بقضية "الوثائق السرية"    محرز الغنوشي: رجعت الشتوية..    سحب لقاح "أسترازينيكا" من جميع أنحاء العالم    الجزائري مصطفى غربال حكما لمباراة الترجي الرياضي والاهلي المصري    فرقة "مالوف تونس في باريس" تقدم سهرة موسيقية مساء يوم 11 ماي في "سان جرمان"    وزير السياحة: اهتمام حكومي لدفع الاستثمار في قطاع الصناعات التقليدية وتذليل كل الصعوبات التي يواجهها العاملون به    أمطار أحيانا غزيرة بالمناطق الغربية وتصل الى 60 مم خاصة بالكاف وسليانة والقصرين بداية من بعد ظهر الثلاثاء    البنك المركزي: ارتفاع عائدات السياحة بنسبة 8 بالمائة موفى شهر افريل 2024    مصر: تعرض رجال أعمال كندي لإطلاق نار في الإسكندرية    بعض مناضلي ودعاة الحرية مصالحهم المادية قبل المصلحة الوطنية …فتحي الجموسي    المهديّة :ايقاف امام خطيب بسبب تلفظه بكلمة بذيئة    من الحمام: غادة عبد الرازق تثير الجدل بجلسة تصوير جديدة    نحو صياغة كراس شروط لتنظيم العربات المتنقلة للأكلات الجاهزة    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة "سينما تدور" (فيديو)    تونس : 6% من البالغين مصابون ''بالربو''    متى موعد عيد الأضحى ؟ وكم عدد أيام العطل في الدول الإسلامية؟    الفنان بلقاسم بوقنّة في حوار ل«الشروق» قبل وفاته مشكلتنا تربوية بالأساس    رئيسة قسم أمراض صدرية: 10% من الأطفال في تونس مصابون بالربو    أولا وأخيرا .. دود الأرض    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    العمل شرف وعبادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يحي أبوزكريا وقرار تصفيته 1997
نشر في الفجر نيوز يوم 27 - 02 - 2009

هذا بيان للشعب الجزائري و الشعوب العربية و الإسلامية و الدول كافة . ونسخة من هذا البيان ستذهب إلى كل المؤسسات الدولية و المنظمات الدولية .
يحي أبوزكريا . /الفجرنيوز
بإمكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يثبت لي أقلا أنه جاد في المصالحة الوطنية بثلاثة أمور
- إرجاع جواز سفري وجوازات أولادي الجزائرية , و و الله لن أتخلى عن حقّي و الجزائر حررها أبي و المجاهدون وليس أبناء فرنسا الذين سرقوا خيراتها .
- الإقتصاص من الذين حاولوا قتلي و أرعبوا عائلتي و أولادي و شتتوني في الأوطان و الأرصفة .
- إصدار عفو عام عن كل الجزائريين و إقالة كل إستئصالي ما زال يعتقد بأن الجزائر فرنسية كما قال شارل ديغول .

يا أيتّها النفس المطمئنة . أرجعي إلى ربّك راضية مرضية . فأدخلي في عبادي . و أدخلي جنتي . سورة الفجر
و مما قاله شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا رحمه الله :
نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة
نحن آمال الجزائر في الليالي الحالكات
كم غرقنا في دماها وإحترقنا في حماها
وعبقنا في سماها بعبير المهجات
نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة
فخذوا الأرواح منا وأجعلوها لبنات
وأ صنعوا منها الجزائر
لم يحققّ عهد عبد العزيز بوتفليقة للجزائر غير الفقر والتسول و التراجع , و نجح بوتفليقة في مخادعة الجزائريين و الرأي العام بعد توليه الرئاسة عام 1999 , و كان واضحا أنّ الإستئصاليين غيّروا قواعد اللعبة عندما دنت من رقابهم حبال العدالة و دماء الأبرياء و المخطوفين , و معروف أنّ الإستئصاليين لم يتبنوا المصالحة عن قناعة , بل واصلوا سياستهم الأمنية , وظل الإستئصاليون في نفس المواقع و المسؤوليات , و قد طلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يلتزم بالشروط و قواعد اللعبة , و أن لا يتدخل في شؤون الأقوياء , و نجح الرجل في مهمة إعادة تعويم صنّاع القرار الفعليين دوليا من خلال علاقاته الدولية الكبيرة .
و لم يتمكن بوتفليقة من ترتيب البيت السلطوي و الذي ما زال يسير بنفس المسلكية والطريقة , فلا المصالحة كانت كاملة , فما زال هناك آلاف الجزائريين في المنفى , و الآلاف في المعتقلات و المئات في الجبال , و شعبيا و إجتماعيا فقد إزداد الفقراء فقرا , و المواطنون الجزائريون هم من أكثر المواطنين تجمهرا حول المستوعبات الحديدية و التي ترمى فيها الخضروات المتعفنة و التي ينتظرها هؤلاء المواطنون بشغف لأكلها , و قد أشتهر عهد بوتفليقة بمصطلح النصف في كل شيئ , نصف مصالحة , و نصف حلول , ونصف خيار , وحدهم القريبون من السلطة من مدنيين وعسكريين أغنوا , فسعيد بوتفليقة أخو الرئيس بوتفليقة أصبح واحدا من أهم الملوك في الجزائر , و المتحالفون معه أحمد أو يحي , عبد العزيز بلخادم , أبو جرة سلطاني , جمعوا الدنيا من أطرافها , و قد قال بوتفليقة لأبي جرة سلطاني رئيس حركة حمس ذات يوم أنه خائف من سرقة مليارات الدولارات التي دخلت الخزينة الجزائرية جراء إرتفاع أسعار النفط , لكنه لم يفعل ما من شأنه تحصينها , و ها هو الفساد ينخر الجزائر من أدناها وإلى أقصاها .
و لأنني كنت صادقا في وطنيتي و متأثرا لما ألمّ بشعب و ثورة المليون شهيد فقد ترشحت للإنتخابات الرئاسية في نيسان
– أبريل 2009 منافسا لعبد العزيز بوتفليقة و الذي وزعّ الوعود والكلمات التخديرية و التي لم تقترب من الواقع الجماهيري و المعضلات التي يتخبّط فيها الناس . و أعتبرت هذا حقي الدستوري و الوطني , و على الرغم من أن هذا القرار كان شجاعا لأنّ فيه شهادتي في سبيل الله , فقد أقدمت على هذه الخطوة مؤمنا أنّ دمي قد يفيد في تطهير الجزائر من رجس أبناء فرنسا و المنظومة الأمنية الغربية و حتى الحركة الصهيونية – ولدينا أدلة على وجود الرباعي الأمريكي الفرنسي الصهيوني و أبناء فرنسا في الجزائر والذين سرقوا الثورة الجزائرية ومسارها و تأثيرهم على مجريات الأمور في الجزائر , و كان هذا الترشح بمثابة الصاعقة للإستئصاليين الذين بادورا إلى مواجهة هذه الخطوة من خلال تكليف ضابط من ثكنة إبن عكنون و الذي وجهّ لوسائل الإعلام الجزائرية قرارا ينص على عدم جواز نشر أو بث أو إذاعة أي شيئ يخص أو يتعلق من قريب أو بعيد بيحي أبوزكريا و أفكاره وتحليلاته ورؤيته الإنتخابية . ثكنة إبن عكنون المتخصصة في إغتيال العقل الجزائري و الفكر الحر , عممت على كل وسائل الإعلام قرارا بعدم ذكري لإغتيالي إعلاميا وسياسيا في وطني العظيم الجزائر .
و يسخّر بوتفليقة المليارات من أجل حملة كاذبة و أستجلب للتلفزيون الجزائري ضباط إبن عكنون وهم خريجو المعاهد الإعلامية ليقوموا بعملية التحرير و إعداد التقارير و حتى التركيب و المونتاج لإنجاح الحملة الإنتخابية الوهمية , و بوتفليقة يصرف المليارات على حملته و هو يعلم كما إتفق مع الكبراء أن العهدة الثالثة منجزة لصالحه لا محالة .
كما أنّ العسكر في ثكنة إبن عكنون عينوا الرائد كمال بمتابعة يحي أبوزكريا و رصد كل حركة له و مقالة وبرنامج أو موقف و إتخاذ القرار المناسب لمصلحة الدولة , طبعا الدولة هنا هي مزرعة العسكر ..
و هنا أود أن أشير إلى أنّ أحد الضبّاط إتصل بي من داخل الجزائر و ممّا قاله لي هذا
الضابط : أنت من أكثر الصحفيين إيذاءا للإستئصاليين , و من أكثر العقول خطرا على مشاريعهم , و الأخطر ما فيك هو معلوماتك , فأنت أول من أعلن من الصحفيين الجزائريين عن نيّة الجنرالات الإستئصاليين أبناء فرنسا عن إلغاء الإنتخابات التشريعية وذلك قبل أسبوع من إجرائها , في 20 أيلول – ديسمبر 1991 , وقد ذكرت ذلك في مؤتمر صحفي للشهيد المهندس عبد القادر حشاني , و أنت أول من إتهم المخابرات العسكرية بقتل الصحفيين و المثقفين , و أنت أول من كتب عن الجماعة الإسلامية المسلحة صنيعة الإستخبارات الجزائرية , و أول من كتب عن الأشخاص و ذكرتهم بالأسماء الذين قتلوا الرئيس محمد بوضياف , و أول من تحدث عن مراكز القوة , و غير ذلك من الأمور , والمصيبة أنك أمطت اللثام عن كل شيئ بجرأة غير معهودة وبيان غير مسبوق ومنطق سياسي مقنع , وبإيجاز فأنت أخطر صحفي جزائري أضرّ بالإستئصاليين و مصالحهم .
ولذلك قررت القيادات العليا الجزائرية قتلك في سنة 1997 في بيروت .
وهنا قلت له : أنت لم تضف إلى معلوماتي الكثير , فقد بلغنّي شخص وطني من وزارة الدفاع بذلك , بل قال لي بأنّ لجنة يحي أبوزكريا , هكذا أسموا اللجنة - لجنة يحي أبوزكريا- التي كانت ترصد كل صغيرة و كبيرة عن مؤلفاتي ودراساتي و كتبي و محاضراتي و برامجي التلفزيونية و الإذاعية , و التي كانت وظيفتها وضع خطة متقنة لقتلي والتآمر عليّ و تشويه صدقيتي الفكرية و الإعلامية في العالم العربي والإسلامي و حتى في الغرب .
وقد إتصل بي ضابط رفيع المستوى وقال لي أيضا :
قرار قتلك كان جاهزا , و قد كلف بتنفيذه وتكريسه العقيد منير , مع ضابط آخر في لبنان يعمل كسكرتير أول في السفارة الجزائرية , وتمّ تحديد ساعة الصفر .
فقلت له : أتذكّر أنّه في يوم من الأيام إتصل بي شخص , أتصور بأنّه يحمل نفس هذه الصفة ويدعى حجّار , وقال لي
: نحن نعرف الطريق التي تسلكها , فقلت له ربي يعرف ظاهركم و باطنكم.
و وصل الأمر بالمسؤول العسكري في السفارة الجزائرية في بيروت في التسعينيات بأنّه كان يفكّر في تكليف من يتولى مهمة قتلي خصوصا و أن مثل هذا الأمر متوفّر في بيروت .
و كنت في ذلك الوقت قد كتبت و كشفت عن كل شيئ حدث في الجزائر و ألفت كتابي الشهير من قتل محمد بوضياف و أربعة أيام ساخنة في الجزائر وغيرها من الكتب .
وإسترسل هذا الضابط قائلا : عملية تصفيتك كان يشرف عليها الجنرال مدير المخابرات العسكرية و مستشار الرئيس اليامين زروال للشؤون الأمنية وكانت أعلى القيادات العسكرية و الأمنية على علم بموضوع التصفية , و قد كنت يا يحي أبوزكريا يقول هذا الضابط حديث النقاشات و اللقاءات و المدوالات في هيئة الأركان و الكواليس الأمنية , ولهذا راج أن أمرا سيتمّ ضدك , وهنا علمت قيادات أخرى لها وزنها العسكري و لها قدرة على التأثير رأت أن تصفية يحي أبوزكريا سيؤلّب العالم العربي والإسلامي و الدولي على الجزائر , ويؤكد صحة ما كتبه وما كشف عنه يحي أبوزكريا , وسوف يتحول الرجل إلى بطل قومي , قد يخلق لنا ثورات في الجزائر .
فقلت له : تكذبون في كل شيئ , حتى في نقلكم للراهن تكذبون , لقد توقفت عملية الإغتيال و التي كان يفترض أن تحدث بين النهر الأولى في الرميلة و بإتجاه قرية جون في الشوف , لأنّ جمعية الأمم المتحدة منحتني الحماية الدولية , و بات لي وضع خاص ودقيق , لا تقدر حتى الدول العربية التعاون معكم في قتلي و التآمر عليك – والله من ورائكم محيط - ولأنّ شرعيتكم كانت مهزوزة وكنتم في عزلة دولية خصوصا مع بداية تساؤل المجتمع الدولي عن القاتل الحقيقي في الجزائر فقد خفتم من الأمم المتحدة ولم تخافوا من ربكم , والذي ينتظركم ليحاسبكم على دماء نصف مليون ماتوا بسبب ظلمكم ووقفكم المسار الإنتخابي من أجل أن تستمتعوا بالسلطة و نفط الجزائر .
و للإشارة فالعديد من الضباط كانوا يتصلون بي من الجزائر قبل ترشحّي للإنتخابات الرئاسية و بعدها , و قد يكون البعض نادما و يريد أن يكفّر عن ذنبه , وقد يكون قسم آخر من الضباط طامعا في أن أبقيه في منصبه وأحميه إذا أصبحت رئيسا للدولة الجزائرية , أو ربما يكون مدفوعا من قبل الإستئصاليين الذين تسببوا في إراقة دماء نصف مليون جزائري وآلاف المفقودين ليعرف ما الذي أنوي فعله , عموما فإنّ قراءاتي الواسعة لمذكرات رجال الأمن و الإستخبارات الغربيين و العرب و قبل ذلك السداد الرباني قد أكسبني قدرة على الإحاطة بكل شيئ . و البعض كان يريد تزويدي بملفات عن عبد المؤمن خليفة صاحب الأمبراطورية المالية الذي سرق أموال الجزائريين وبدعم من بعض النافذين في المؤسسة العسكرية , و البعض يدعّي أنه مواطن جزائري معجب من مناطق المواجهة بين الجماعات المسلحة و الجيش الجزائري , وبالتأكيد فإنّ هناك من كان يسجل المكالمات , ليقال يحي أبوزكريا يتواصل هاتفيا مع هذا وذاك , و كنت مدركا لكل تلك الأمور , ولذلك كان حديثي للمعجبين ببرامجي لا تخرج عن السياق الفكري و الثقافي , و أنا هكذا فعلا , لا حديث لي غير الفكر و هم النهضة وما إلى ذلك .
و اللجنة الإستئصالية – المتابعة ليحي أبوزكريا - وبعد وقف عملية القتل كانت تعدّ ملفا مزورا عني لضرب صدقيتي و نزاهتي و إستقلاليتي , و تاه أعضاء اللجنة بين الجماعة الإسلامية المسلحة والقاعدة , فأي تهمة سيلصقونها بي و أنا الذي كتبت بأنّ الإستئصاليين الرسميين هم أول من دشنّ مشروع الذبح بإسم الإسلام لتلويث سمعة الجبهة الإسلامية للإنقاذ وللحصول على الدعم الدولي المتناغم مع أي محور يحمل لواء الحرب على الإرهاب , و كتبت أكثر من ذلك
قائلا : لقد كان واضحا للجميع أنّ إلغاء المشروع الديموقراطي والإنتخابات التشريعية لم يكن الغرض منه حماية الديموقراطية والتعددية , بقدر ما كانت هذه العملية تهدف إلى حماية المافيا و إمتيازاتها خصوصا وأنّ جبهة الإنقاذ كانت تهدد بالإقتصاص من المختلسين الذين تسببّوا في إفلاس الجزائر .
ولم تبال هذه المافيا بالإعتبارات الدولية وسمعة الجزائر عربيا ودوليّا , ولما أستشعرت الخطر حاولت الإستنجاد بمحمد بوضياف الذي لم يسلم حتى من غدرهم , وهؤلاء الذين إستقدموا محمد بوضياف وتذكروه آخر لحظة ,لم يخطر في بالهم أن يعيدوه إلى وطنه قبل سنوات , وخطوتهم الثانية كانت خلق الجماعة الإسلامية المسلحة و تضخيمها إعلاميا , و خلق صراع دموي بين هذه الجماعات الملوثة و المخترقة و الشعب الجزائري , ليصبح الإستئصاليون في موقع المنقذ و حامي الشعب .
و شكلت جرأتي الشجاعة دافعا لضباط شباب أن يتوبوا إلى ربهم , و أن لا ينخرطوا في مشروع أبناء فرنسا في الجزائر .
وبدأ ضباط عسكريون جزائريون ينشرون ما كان مدرجا تحت مبدأ سرّي للغاية و قد تحدوا الجهاز العسكري الأمني الذي ينتمون إليه و قرروا أن يبرؤوا ذمتهم و أن يعودوا إلى صفوف شعبهم, ومنهم : العقيد محمد سمراوي الذي كان يملك رتبة رفيعة في المخابرات العسكرية و الذي عمل بين شهر آذار 1990 وأغسطس 1992 نائب مدير في مديرية التجسس المضاد ثم رئيس مصلحة البحث والتي كانت مع المركز الرئيسي للعمليات من أكبر الهياكل في المخابرات والذي مثلّ أيضا الإستخبارات والأمن بصفة عضو في إدارة حالة الحصار عام 1991 ثم حالة الطوارئ عام 1992 , و الذي ألفّ كتابا بعنوان :
سنوات الدم في الجزائر , و في هذا الكتاب يؤكّد سمراوي بأن الجماعة الإسلامية المسلحة هي مجموعات قامت بصناعتها عدد من المراكز التابعة للمخابرات وكانت تلك الجماعات تطبق ما يطلب منها و قارئ كتابه يكتشف ما يكفي من الأدلة .
و من الكتب الأخرى مافيا الجنرالات للكاتب هشام عبود و الذي كان في الدوائر العسكرية العليا ففضل الآخرة على الدنيا و الضابط الحبيب سويدية صاحب كتاب الحرب القذرة في الجزائر .
و مما يؤخذ على الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة أنّه يعرف كل هذه الحقائق , غير أنه متستر علي الإستئصاليين , وهناك منافع متبادلة ليس على قاعدة آدم سميث : دعه يمر دعه يربح , بل على قاعدة : أدعك تسرق , دعني أسرق أقوات الجزائريين , و ذات يوم إتهم عبد العزيز بوتفليقة بعض الجنرالات بذبح الأبرياء من أبناء الشعب الجزائري , فردّ عليه الجنرال خالد نزار بقوله : بأن بوتفليقة و أخاه سعيد بوتفليقة سرقا الجزائر والجزائريين و أثروا ثراء قارون النظام السياسي وطرف من خارج النظام كما كان يحدث في السابق .
و الحمد لله رغم أن أجهزة المخابرات الجزائرية حملت ملفا تطوف به العالم لإتهام يحي أبوزكريا بتهمة خبيثة سمجة , إلاّ أنهم لم ينجحوا , وخابت مساعيهم , وحتى بعض الدول العربية التي تعاطفت معهم , وجردتني من جواز سفري طالبتهم بالدليل , وكان الكذب ديدنهم , و الخبث رائدهم . وقد حاولوا تسجيل شهادات في التلفزيون الجزائري لمسلحين معتقلين أو رجال إستخبارات مغروسين داخل الجماعات المسحلة , لإدانة جزائريين في الخارج , و الحمد لله حتى ضباطهم الملتحون إعترفوا بأن يحي أبوزكريا رجل إعلام وتلفزيون و فكر , وما دخله بجبال المدية و البليدة و التي لم يزرها في حياته .
و ينقل أحد الضباط الجزائريين المخلصين لعروبة الجزائر و إسلاميتها أنّ المسمى القعقاع نقل له أن عنتر زوابري أمير الجماعة الإسلامية المسلحة و هو في الواقع أحد ضبّاط الإستخبارات الجزائرية إلتقى في شقة بنواحي الصومعة -البليدة - مع ضابط إسمه مداني يحمل رتبة مقدم وكان ذلك في شهر نيسان - أبريل 1998وكان موفدا من قبل العقيد بشير طرطاق ومن بين مادار في اللقاء أن الضابط أخبر زوابري أن مصالحهم تريد إنشاء علاقة بين التنظيم الإرهابي صنيعة السلطة الجزائرية و صحفيين مشهورين يفضحون النظام الجزائري , فسأل هذا الضابط عنتر زوابري هل تعرف يحي أبوزكريا .
فرد عليه زوابري أنه لا يعرف يحيى أبوزكريا إلا من خلال التلفزيون
وقد كان من بين الذين حضروا الإجتماع أبوتراب رشيد قوقالي أحد أمراء الجماعة الإسلامية المسلحة الذي قتله القعقاع بنفسه من أجل نورالدين بوضياف آخر أمراء التنظيم .
وهنا قال الضابط مداني مفهما إياهم الخطة التلويثية والجهنمية :
نحن لا تهموننا أنتم بل أنتم صنيعتنا والذي يهمنا أولئك الذين يفضحون العسكر يحيى أبوزكريا و رابح كبير وأنور هدام وأبناء عباسي مدني ومراد دهينة و غيرهم .
و هذه الإتهامات التي حاول الإستئصاليون من خلالها إسكاتي لم تجد نفعا , وحتى السويديون سخروا فريقا بكامله لمراقبتي ورصد إتصالاتي الأرضية و الخليوية و الإلكترونية , و كلفهم ميزانيات عملاقة , وفي النهاية أقروا بأنّ يحي أبوزكريا رجل فكر وثقافة , و هو داعم للمقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين , بالحجج و الأفكار وليس بالسلاح والبندقية وغير متورط مع أي جهة , و القانون السويدي يكفل له أن يفكر كما يشاء , شرط أن لا يمارس عملا أمنيا .
و حاولت الأجهزة الإستئصالية في الجزائر تجريب القاعدة , وهذه المرة أيضا خابوا , فإن مؤلفاتي وكتبي و مواقفي وبرامجي التلفزيوينة و مؤلفاتي خير من يفضح السلطات الكاذبة , والتي أدمنت الكذب على الشعب الجزائري منذ الإستقلال , و مما كتبته في القاعدة المغاربية ما يلي :
و حسب المعلومات المتوفرّة فإنّ تنظيم القاعدة يريد أن يحوّل الجزائر إلى قاعدة خلفية له ينطلق منها لتفعيل إستراتيجيته فيما لو أخفق بشكل كامل في العراق وأفغانستان , فالجزائر تتمتّع بمناطق جبلية وعرة و يصعب السيطرة على تضاريسها الجغرافية بالإضافة إلى وجود إستعداد لدى كثير من شبابها لتبني فكر القاعدة نتيجة إخفاق السلطة في معالجة مواضيع البطالة و الفقر و التهميش الأمر الذي حمل العديد من الشباب الجزائريين إلى تبنّي الفكر الإنتحاري , و حسب المعلومات أيضا فإنّ تنظيم القاعدة نجح في تهريب مئات العناصر من العراق وليبيا وتونس و أفغانستان و أوروبا إلى الجزائر عبر الحدود الصحراوية الواسعة والتي يسهل التسللّ عبرها , وهذه عينة عما كنت أكتبه .
والعجيب أن الأجهزة الإستئصالية تحاول إبتداع ملفات جديدة , في وقت إنكشفت فيه مؤامراتهم و حقيقتهم و جرائمهم و حاولت أن تلوث سمعتي , ولم تنجح , و الدليل مئات الآلاف من الجزائريين الذين منحوا أصواتهم و حبهم و تمنوا أن أكون معهم في وطننا الجزائر نبنيه بفكرنا وسواعدنا , بعيدا عن القهر و الظلم و التهميش وسرقة الثروات .
و يبقى القول أن أي خطب يلمّ بي – والله من ورائهم محيط – تعتبر هذه الوثيقة كوصية وشهادة للجهات السياسية و العدلية و القضائية و القانونية , فأحصل بذلك على شرف لا يناله إلاّ ذو حظّ عظيم , و يكبّ القتلة في الدرك الأسفل من التوقير الدولي و السمعة الدولية في الدنيا و في الآخرة يكبّون على وجوههم في النار .
يحي أبوزكريا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.