ما يتعرض له مسلمو إفريقيا الوسطى من حرب إبادة جماعية وقتل وسحل في الشوارع وحرق ممتلكاتهم والاستيلاء عليها من طرف المليشيات المسيحية المتطرفة ، والسكوت المطبق للمنظمات الدولية مع سلبية مفرطة للهيئات والمنظمات الإسلامية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي أمر مؤسف وعار في جبين كل مسلم ، أما الدول التي تعتبر نفسها إسلامية فلا يهم لديها أن يباد هؤلاء المساكين فليس ذلك من أولوياتها إنما أولوية أكثريتها أن تفعل المستحيل وتدفع الملايير من الدولارات وتتحالف مع أعداء الأمة من اجل إفشال ثورات الربيع العربي ومحاولات شعوب الأمة الخروج من براثن الاستبداد والعبودية وإن أدى ذلك إلى إبادة الآلاف وحرقهم بعضهم أحياء كما حدث في مصر حتى لا تنتقل إليها عدواها وحتى لا تتزعزع عروش حكامها ، ليتأكد للعالم أجمع للمرة المليون جراء ذلك أن دم المسلم أرخص دماء هذا العالم مادام الكثير من هؤلاء الحكام هم قادتهم. ولمّا نعرف خلفية الأحداث في إفريقيا الوسطى نستطيع ندرك حملة المؤامرة التي تنفذ على مسلميها هذه الأيام بتواطؤ فرنسي ومليشيات نصرانية متطرفة محلية وبسكوت مطبق للدول الإسلامية ، حيث أنه بعد الثورة الشعبية ضد الرئيس "بوزيزيه" المسيحي الذي تدهورت حالة البلاد في عهده ، عُقد مؤتمر حوار وطني ثم انتخب على إثره "جوتوديا" كأول رئيس مسلم لجمهورية أفريقيا الوسطى. أججت القوى النصرانية والكنسية المتطرفة الاضطرابات لإسقاط الرئيس جوتوديا ، واستخدمت البعد الديني لإثارة الأغلبية المسيحية ضده ، وقامت دول وسط أفريقيا وبضغط فرنسي بعقد مؤتمر خاص بأزمة أفريقيا الوسطى لترغم جوتوديا على التنحي مقابل تعيين "كاثرين" كرئيسة للبلاد وهي مسيحية، ثم استدعى انفلات الأمور تدخل القوات الفرنسية التي سحبت سلاح حركة "سيليكا" المسلمة وتركت سلاح الميليشيا النصرانية المتطرفة التي أعملت حقدها في أجساد العزل من المسلمين تحت نظر وسمع هذه القوات لتصنع واحدة من أبشع حملات التطهير العرقي والديني ضد المسلمين في ظل السكوت المعيب للدول والمنظمات الإسلامية وكأن أمر هؤلاء لا يعنيهم . معذرة عن الصور الصادمة لكنها جزء من حقيقة ما يحدث للمسلمين العزل في هذا البلد الإفريقي بأيدي الحقد الطائفي والديني الذي لا يبقي ولا يذر.