كنت متأكدا أن استدعاء الصحفي ماهر الزيد يخفي مفاجئات كبيرة للرجل..لكن أحدا لم يكن يتصور أن تتصرف القاضية كنّو بتلك الطريقة مع "ضيف" الورتاني.. أداء القاضية و الرئيسة السابقة لجمعية القضاة كلثوم كنو و الإعلامية مي القصوري خلال حلقة الأربعاء 05 مارس 2014 برنامج كلام الناس الذي يبث على قناة التونسية ، أثار استغراب عديد المتابعين للشأن الإعلامي و الشأن القضائي في تونس. كنّو نسيت خلال الحلقة- على ما يبدو- أنها ضيفة في برنامج تلفزي و وجهت مجموعة من الأسئلة للصحفي ماهر زيد مما أوحى بأننا أمام جلسة تحقيق "علنية" و ليس برنامج تلفزي.. كنّو و القصوري استفردتا بالصحفي "المتخلق" وسط "تواطأ" واضح من منشط البرنامج نوفل الورتاني، الذي تعود "غدر" ضيوفه ، و تحولت الحصة إلى محاكمة لضيف حصة تلفزية و محاولة توريطه – من جديد- في قضايا "الإرهاب" و غيرها من الإتهمات و الكلام الذي أصبح الخبز اليومي للبعض في تونس… كلثوم كنّو "حققت" على المباشر مع زيد بخصوص "كيفية انتدابه بوزارة العدل"..كما طلبت من النيابة العمومية فتح تحقيق في أقوال زيد حول قضية سقراط الشارني..و تحميلة المسؤولية بخصوص عدم إعلام القضاء بما يملكه من معلومات..في حين لم يسمع أحد من القاضية الفاضلة مطالبتها بفتح تحقيق في "المعلومات" السرية و "الإستخبراتية" بخصوص الإرهابيين و تفاصيل تحركاتهم التي بحوزة النقابات الأمنية..و لم نسمع السيدة القاضية تطلب التحقيق في تصريحات الطيب العقيلي الذي يدعى إمتلاكه معلومات و يوجه الإتهامات المباشرة للمتهمين في قضية إغتيال الفقيد شكري بلعيد في ندوات صحفية أما مي القصوري فكان دورها تلاوة "التهم" الموجهة لماهر زيد و "تكييفها" قانونيا بعد "التذكير" ببعض النصوص القانونية.. ما حصل في الحلقة الأخيرة من برنامج كلام الناس يمكن اعتباره مهزلة إعلامية و فضيحة أخلاقية بامتياز…و من شأنه أن يثير ، من جديد ، الجدل بخصوص حال الإعلام و القضاء في تونس.. أبو آدم