نظّمت الجبهة الشعبيّة الإثنين 17 فيفري وقفة احتجاجيّة أمام قصر العدالة، ندّدت فيها بوزير العدل السابق والقيادي في حركة النهضة نورالدين البحيري وروابط حماية الثورة واتهمتهم بالوقوف وراء أحداث العنف التي شهدتها جنازة شكري بلعيد يوم 8 فيفري، وادّعت الجبهة أنّ البحيري والروابط أرادوا من خلال ذلك الإساءة إلى بعض الأحزاب في إشارة إلى الجبهة الشعبيّة ونداء تونس بزعامة الباجي قائد السبسي. وتحاول الجبهة الشعبيّة جاهدة التعتيم على عمليّة الانقلاب التي عرفت "بانقلاب الجنازة" والتي دبّرت لها بمعيّة خلايا التجمّع والدولة العميقة وبعض الأحزاب الأخرى وبمساعدة ودعم من عناصر راديكاليّة داخل قيادات اتحاد الشغل، ويرى البعض أنّ الجبهة بدأ يدغدغها الأمل وقد تدفع بالقيادي حمّة الهمامي في مهمّة أكبر من مجاراة الانتخابات وتدعيم السبسي في الوقت المناسب والاكتفاء بلعب دور الكومبارس، وعلى الهمامي أن يقوم بتنقية ملفّه وملف حزبه من الانقلابات ما أمكن، لهذا شرعت الجبهة في التنصّل من انقلاب الجنازة وتحسين انقلاب "صيف 2013″ وتحويله إلى محطة للضغط المشروع والبعيد عن جرائم الانقلابات. ويبدو من المستحيل على الجبهة أن تتخلّص من رواسب محاولات الانقلاب الفاشلة، كما يصعب عليها إقناع الشعب بشعاراتها الثوريّة الرنّانة بعد أن سخّرت نفسها كعبّارة تنقل جرحى ومعطوبي التجمّع إلى السّاحة من جديد، والغالب وأمام ذاكرة الشعب القويّة أنّ كوكتال اليسار المعني يلزمه الوقت الطويل والمجهود الكبير للتكفير عن خيانته للثورة. نصرالدين