بالعودة إلى تصريحات بعض قيادات وأنصار الجبهة الشعبيّة الموثقة، وحديثها حول مفاجئة ستسبق احتفال غرّة مارس او ما سمّي "اعتصام الرحيل" الذي كان يهدف إلى القيام بانقلاب في البلاد أفشله الشعب وقواه الحيّة، وبالعودة إلى تصريح آخر متزامن مع ذلك حول شباب الثورة ورجالها ولجان حمايتها حين قال أحد رموز التجمّع، "أيامهم باتت معدودة" ثم ما نشر على الصفحات التابعة لنداء تونس لما علّق أحد أنصار حزب السبسي متحدّثا على عماد الدغيج " هذا الجربوع سيكون عما قريب في القفص" ، إذا حشدنا هذه المعطيات وغيرها من الدلائل والاستشهادات سنجد أنفسنا أمام سابقة في تاريخ تونس ربما تشبه جرائم الرق في عصور المماليك والفراعنة والكاوبوي وكبار إمبراطوريّات القمع عبر التاريخ . فالنقابات الأمنيّة كانت قد مهّدت الطريق باستفزاز رجال الكرم ، ثم هدّدت الدولة وأعطتها مهلة 10 أيام لتلبية حزمة من الشروط على رأسها اعتقال الدغيج، ولمّا تردّدت الداخليّة ممثلة في جهازها الرسمي ولم تبدِ إشارات تدلّ على نيّتها اعتقال قيادي الثورة، تحرّكت النقابة بسرعة!!! لكن لماذا أخلت النقابة الشيوعيّة بمهلة العشرة أيام ؟ الجواب أبسط ما يكون، فقد قرّرت هذا الميليشيا النقابيّة تقديم ابن الكرم هديّة لجبهة الإنقاذ في يوم احتفالها باعتصام الرحيل، ولمّا كان هذا اليوم قد أتى في سياق محاولة الانقلاب على الثورة والشرعيّة فإنّ اعتقال عماد وتقديمه كهديّة للهمامي والسبسي يأتي عربون وفاء في ذكرى الانقلاب الثانية وما تعنيه من تحدّي لثورة الشعب. وإن كانت مليشيات النقابات الشيوعيّة تصرّفت انطلاقا من تاريخها الإجرامي، وتصرّف السبسي انطلاقا من تاريخه البرجوازي، فإنّ المحيّر فعلا أن يعمد الهمامي وهو القادم من عمق المناطق الشعبيّة والجهات المهمّشة وهو الذي صدّع رؤوسنا بالحديث عن البرولوتاريا، يعمد إلى صداقة كمال لطيف الملياردير والتحالف مع السبسي البرجوازي ، ويخصّص جلّ جهده وجهد جماعته لتدمير لطفي بن جدو القادم من القصرين واسر واستعباد عماد دغيج القادم من الكرم معقل الشعب وحاضنة الفقراء. نصرالدين