تمثل الانبعاثات الناتجة عن تربية المواشي في العالم حوالي 14,5% من مجموع الانبعاثات الناجمة عن الانسان وأنشطته. حيث تنتج الحيوانات المجترة غاز الميثان خلال عملية الهضم. وبعد تخمر المواد الغذائية، ينطلق الميثان إلى الجو مع تجشؤ الماشية، وتحلل روثها. تاريخيا تم استخدام الروث المجفف للماشية كوقود في العديد من البلدان وعلى رأسها مصر. فمازال يمثل استخدام الروث المجفف نسبة عالية من استهلاك الطاقة في أرياف العالم. تملك الأرجنتين أكثر من 55 مليون رأس ماشية وأكتشف علماء أرجنتينيون أن البقرة المتوسط وزنها 550 كجم تنتج يوميا من 800 إلى 1000 لترا من الانبعاثات ، يمثل غاز الميثان فيها حوالي 300 لترا تمثل طاقة تكفي لتشغيل ثلاجة لمدة اربعة وعشرين ساعة متصلة.والميثان أخطر من ثاني أكسيد الكربون على الاحتباس الحراري إذ يبلغ تأثيره 23 ضعفا تأثير ثاني أكسيد الكربون. وأوضحت الاحصاءات أن انبعاثات الأبقار تمثل 30% من مجموع انبعاثات الأرجنتين. واتضح للعلماء أن سبب هذه الكميات من الميثان التي تنتجها الأبقار هو بطء الجهاز الهضمي نتيجة تغذيتها بالحبوب. عند استبدال هذا الغذاء ببدائل نباتية أخرى تنخفض نسبة الغازات التي تنتجها البقرة بحوالي 25%. وفي محاولة للبحث عن مصادر جديدة لطاقة صديقة للبيئة طور علماء أرجنتينيون تجربة تقوم على تحويل غاز الميثان المنبعث من الحيوانات المجترة إلى طاقة مفيدة. حيث تمت التجربة بتركيب بالون متصل بمعدة البقرة لتجميع الغازات المتولدة داخلها ويتم تجميع هذه الغازات لاحقا وفصل الميثان عنها. وهكذا تكون حينها الفائدة مزدوجة: التقليل من الانبعاثات التي تنتجها مزارع الماشية من الكربون والميثان، والحصول على طاقة مجانية، والأهم أنها حتما طاقة صديقة للبيئة. وصرح جيريمو بيرا مدير مجموعة فسيولوجيا الحيوان بالمعهد الوطني لتكنولوجيا الزراعة بالأرجنتين " كمصدر للطاقة تعتبر ليست عملية تماما في الوقت الراهن ولكن نتمنى أن تكون عملية بحلول العام 2050 عندما تشح موارد الطاقة الأحفورية ". المصدر : مواقع الكترونية.