سمعت تونس وجوارها وما وراء البحار بالعمليّة النوعيّة التي أقدمت عليها طلائع الداخليّة في مدينة منزل نور بولاية المنستير، الأخبار أكّدت أنّ الفرق المختصّة أحكمت حصارها على المدينة وتمكّنت من اقتحامها، ثم تحدّثت وسائل الإعلام عن اعتقال العشرات من "التكفيريّين" وتفكيك مخطّطات رهيبة كانت تستهدف تونس وأمنها، هذا إذا تجاوزنا عن تلك الأخبار الصادرة من الصحف الحمراء والتي حوّلت قلب مدينة منزل نور إلى تورابورا وضواحيها إلى بيشاور . مع تناسل الأيام واتضاح الصورة بدأ صنّاع السيناريوهات الهيتشكوكيّة يخفّضون من حصاد العمليّة تدريجيّا، ومن الحديث عن العشرات أصبحنا نتحدّث عن 21 من العناصر الخطيرة المتورّطة وبعض المؤامرات، ثم سمعنا بأنّ المؤامرات ألغيت ولم يبق إلا الحديث عن العناصر التكفيريّة المتورّطة التي أصبح عددها فجأة 15، إلى أن أعلن السّيد قاضي التحقيق الأربعاء 19 مارس أنّه أصدر بطاقة إيداع بالسجن في حق 4 موقوفين على حساب قضيّة منزل نور. بدأ الإعلام يتحدّث عن مدينة كاملة بمعسكراتها، ثم كتيبة متكوّنة من العشرات من العناصر التكفيريّة الخطيرة، ومازال العدد يتضاءل إلى أن أصبحنا أمام 4 أشخاص قد تثبت التحقيقات القادمة براءتهم، وتخرج مدينة منزل نور نظيفة كيوم ولدتها أمّها، وتذهب فصائل الإعلام القبيح تبحث عن برك أخرى تتمرّغ فيها. نصرالدين