وسم رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي مجموعة من المقاومين والشخصيات الوطنية وعددا من منظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى عدد من العسكريين والأمنيين، و ذلك لدى إشرافه على موكب رسمي بمناسبة الذكرى 58 للاستقلال بحضور كل من رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الحكومة مهدي جمعة وذلك بقصر قرطاج. وقال المرزوقي بالمناسبة في كلمة ألقاها إن احياء الذكرى 58 للاستقلال فرصة لاستحضار ذكرى ودور شخصيات فذّة مثل الزعيم الحبيب بورقيبة والمنصف باي وفرحات حشاد والهادي شاكر ، وصالح بن يوسف وآخرون لا تنتهي بهم أطول قائمة، مضيفا : "لقد جاءت الثورة المجيدة ، ثورة 17 ديسمبر 2010 ، لتعيد للاستقلال …فهذه الثورة كانت ثورة دون أدنى دعم من أي طرف أجنبي .. ولأن السلطة التي انبثقت من الثورة هي سلطة ديمقراطية وأن الذين وصلوا سدة الحكم لا يدينون به إلا لشعبهم وليسوا مسؤولين إلا أمامه، فإن الثورة ركّزت استقلال البلاد أكثر فأكثر". كما قال : "ما يجب أن نقبله جميعا أنه لا استقلال فعلي لشعب إلا إذا كان سيّد مصيره بالديمقراطية داخل حدود وطنه…لقد دفع آباؤنا وأجدادنا الثمن الباهظ لوضع أسس هذا الاستقلال عندما خلّصوا الدولة الوطنية من التبعية للدولة الأجنبية". ومن جهة أخرى، بيّن المرزوقي ان شباب تونس دفع "الثمن الباهظ للتخلص من الدولة الاستبدادية التي زاغت عن مهمة الدولة الوطنية" . وأكّد كذلك أنّ تونس بخير بفضل دستورها التوافقي وجيشها الأبي وأمنها الجمهوري ومجتمعها المدني الحيّ وطبقتها السياسية المسؤولة وخاصة شعبها الذكي المعتدل الرافض للعنف وكل أشكال التعصب الديني والسياسي الحريص على أثمن ما يملكه أي شعب "وحدته الوطنية". ودعا المرزوقي، في هذا اليوم، كل التونسيين والتونسيات إلى مزيد من العمل والأمل لكي يحتفل السنة المقبلة بتقدم تونس خطوة جديدة على الدرب الطويل الذي سيجعل منها شعبا حرا تخدمه دولة فعّالة تحافظ على مصالحه المشروعة في إطار تعاون متزايد الاندماج مع الأشقاء المغاربيين والعرب كل هذا في خدمة السلام والتقدّم لكل الشعوب والأمم ومن موقع الندية والمسؤولية المشتركة