شارك السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية يوم الاحد في أشغال الدورة 28 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي المنعقدة بطرابلس.وأكد الوزير في مستهل الكلمة التي القاها بالمناسبة ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من أهمية بالغة لتدعيم هذا الصرح العتيد بوصفه خيارا استراتيجيا ومكسبا حضاريا لشعوب المنطقة مبرزا حرص سيادته المتواصل على استكمال تركيز المؤسسات الاتحادية والارتقاء بالعمل المغاربي الى مستوى التحديات الجسام التي تفرضها التحولات العالمية المتسارعة وتقلبات الاوضاع الدولية على أكثر من صعيد.وأشاد الوزير بالدور الذي يضطلع به القائد معمر القذافي في رئاسته لاتحاد المغرب العربي وما يبذله من مساع وجهود خيرة لتعزيز مسيرة الاتحاد وتكريس سنة التشاور والتنسيق مع أشقائه قادة الدول المغاربية بخصوص القضايا المغاربية والعربية والافريقية ذات الاهتمام المشترك. وبين أن احتفال شعوب المنطقة المغاربية يوم السابع عشر من شهر فيفرى بمرور عشرين سنة على قيام اتحاد المغرب العربي قد شكل مناسبة هامة للوقوف على ما تحقق من نتائج على درب التعاون والتكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي داعيا الى مواصلة العمل المشترك وبنفس العزم والثبات تجسيدا لتوجيهات القادة المغاربة من أجل مزيد دفع العمل المغاربي المشترك وتسريع وتيرة بناء صرح المغرب العربي واستكمال تركيز مؤسساته وهياكله وتفعيلها وفق منهجية عمل واضحة المعالم تأخذ في الاعتبار وحدة المصير وتشابك المصالح بما يسهم في تأمين الرخاء والمناعة للشعوب المغاربية. واستعرض الوزير مسيرة العمل المغاربي المشترك خلال السنوات القليلة الماضية وما يشهده من حركية ايجابية تجسدت من خلال استئناف انعقاد الاجتماعات الوزارية والقطاعية وفرق العمل وانتظامها فضلا عن استمرارية نسق جيد من المشاورات والتنسيق على مختلف المستويات وفي المحافل الاقليمية والدولية مضيفا في هذا الشأن “نحن نتطلع بفضل ما يحدونا من ارادة صادقة الى مزيد تضافر جهودنا المشتركة من أجل تذليل الصعوبات التي تعيق تقدم المسيرة المغاربية وتتويج هذه الحركية بانعقاد القمة المغاربية في أقرب الاجال المتاحة”. ودعا الوزير في هذا السياق الى ضرورة مزيد تنسيق السياسات الاقتصادية والمالية للبلدان المغاربية والاسراع في اقامة المنطقة المغاربية للتبادل الحر تيسيرا لانسياب السلع والخدمات في المنطقة والى الاسراع في تأمين انطلاق المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية من خلال استكمال ما تبقى من اجراءات تعيين المساهمين والاكتتاب في رأس ماله وعقد جمعيته التأسيسية تنفيذا لما تم الاتفاق عليه وما نصت عليه الاستراتيجية المغاربية التي تم الاتفاق بشأنها في قمة رأس لانوف بالجماهيرية العظمى سنة 1991. وشدد السيد عبد الوهاب عبد الله على أن تحقيق الاندماج المغاربي المنشود الذي تتطلع اليه الشعوب المغاربية يستدعي الى جانب تفعيل دور المؤسسات الاتحادية والرفع من أدائها تشريك القطاع الخاص وتعزيز دور المتعاملين الاقتصاديين ببلدان المنطقة للاسهام في بناء صرح اتحاد المغرب العربي. وذكر الوزير أن دفع المسيرة المغاربية يتطلب اجراء تقييم موضوعي وشامل لتجربة السنوات الماضية بهدف تطوير هياكل الاتحاد ودعم موءسساته وتعزيز دور مجلس وزراء الخارجية ولجانه الوزارية المتخصصة. كما أكد التزام تونس بحرص شخصي من الرئيس زين العابدين بن علي بدفع العمل العربي المشترك بمختلف أبعاده التنموية والاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التضامن العربي وتحقيق الاندماج الاقتصادي وتعزيز مسيرة التطوير والتحديث في العالم العربي والاسهام الفاعل في خدمة القضايا العربية الجوهرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وفي كلماتهم أعرب وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي عن فائق شكرهم وامتنانهم للرئيس زين العابدين بن علي للدور الذى يضطلع به سيادته في دعم مسيرة اتحاد المغرب العربي على كافة الاصعدة. وعلى هامش أشغال مجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي أجرى السيد عبد الوهاب عبد الله محادثات مع نظرائه المغاربة تناولت بالدرس البنود المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة وسبل تدعيم علاقات التعاون الثنائي القائمة بين تونس وهذه الدول الشقيقة.