حول تكنولوجيات الكتاب الرقمي واقتصاده واستعمالاته وتاثيراته تمحور النقاش اليوم الاحد بقصر المعارض بالكرم حيث تقام الدورة 27 لمعرض تونس الدولي للكتاب وذلك في اطار ندوة “الكتاب الالكتروني في تونس والعالم” التي تواصلت يومي 25 و26 افريل الجارى بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في المجال من تونس وخارجها وبحضور مهتمين بالكتاب.وقدمت بالمناسبة مداخلات متنوعة استهلها السيد مراد العمدوني مدير تحرير مجلة “المسار” والمدير المؤسس للموقع الادبي “انانا” الذي ابرز ان متطلبات العولمة تفرض مسايرة ما تفرزه من اساليب وطرق جديدة للتعلم والتثقف ومن هذا المنطلق تمت المراوحة بين المكتوب والالكتروني من خلال المجلة الورقية والموقع الالكتروني الذى لا تقل اهميته عما تقدم المجلة من خدمات ومعلومات لهواة القراءة. واستعرض بالارقام نوعية الزيارات وجنسياتها المختلفة للموقع وما يحظى به من اهتمام ومتابعة من هواة الادب في تونس والعالم موءكدا على ضرورة ان يعمل القائمون على مثل هذه المواقع الالكترونية على تقديم الاضافة للمجال الادبي من خلال التشجيع على الانتاج والقراءة وربط الصلة بين الكتاب التونسيين والادباء في العالم . وجاء في مداخلة السيد خالد غزالي ممثل الاتحاد العربي للنشر الرقمي ان حجم التواجد الرقمي للثقافة العربية والاسلامية ما زال يشكل نسبة ضئيلة في المنظومة العالمية ولا يمكن مقارنتها بنسبة تعداد سكان العالم الاسلامي. وفي سياق متصل نزل تاسيس هذا الاتحاد الذى انبثق عن الندوة التي عقدت سنة 2006 بمعرض الشارقة للكتاب الامارات العربية المتحدة ودعا المشاركون فيها الى ضرورة انشاء اتحاد عربي للنشر الرقمي يوظف الثقافة التقنية الجديدة لتحقيق تنمية معرفية عربية مهمة في الفية العولمة. وتحدث المحاضرعن دور الاتحاد في تشجيع الابداع من اجل الارتقاء بصناعة النشر الالكتروني في الوطن العربي من خلال تنظيم مسابقات عربية في الانتاج الابداعي الذى يواكب التقنيات الحديثة وتوفير الرعاية لها من الحكومات والهيئات والجهات في العالم العربي. وتناولت مداخلة ثالثة مسالة رقمنة الكتاب المدرسي حيث اكد السيد فتحي الفخفاخ ممثل وزارة التربية والتكوين ان المدرسة التونسية تطورت في ضوء التحولات الراهنة من حيث بنية المعرفة واساليب العمل ووسائل الانتاج مستعرضا اهمية التحديات الجديدة لمدرسة اليوم ورهاناتها والتي من بينها ادماج التكنولوجيات الجديدة للمعلومات والاتصال في التعلم منذ السنوات الاولى للدراسة في مختلف مجالات التعلم فضلا عن تطوير صناعة الوسائل التربوية رقميا. كما تحدث عن التجربة التونسية في رقمنة الكتاب مشيرا الى ما تطلبه ذلك من تركيز وحدة انتاج وسائل تعليمية رقمية تفاعلية ملائمة للبرامج الرسمية والثقافة الوطنية بالمركز الوطني البيداغوجي تصدر اقراصا تفاعلية تتضمن انشطة في مختلف مجالات التعلم ترافق الكتب المدرسية وتسعى سنويا الى تطوير محتوياتها. وفي محاضرة لصاحب دار نشر فرنسية السيد ريمي جيمزان تم التطرق لواقع الكتاب الرقمي في فرنسا وتحدياته ورهاناته مع ابراز قنوات التوزيع وتفشي ظاهرة القرصنة الرقمية والطرق المبتكرة يوميا لمواجهتها. كما تحدث المحاضر عن التسهيلات على مستوى الاداءات التي تمنحها الحكومة الفرنسية للكتاب الورقي الكلاسيكي في محاولة منها لتحصينه ضد الاكتساح الكبير للكتاب الالكتروني في المجتمع. وفي الاطار نفسه استعرضت السيدة بسمة بصير وهي صاحبة دار نشر تونسية اسس القراءة على البرمجيات الرقمية مشيرة الى ايجابيات وسلبيات هذه الاساليب الجديدة في القراءة.