وسط هتافات الجمهور المدوية بشعار "الحرية لفلسطين"، انطلق حفل المغني الفلسطيني الجزائري مروان عبد الحميد المعروف فنيا ب"سانت ليفانت"، في سهرة الثلاثاء 5 أوت على ركح مسرح قرطاج الاثري. هذا الحفل الذي يُقام ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، من 19 جويلية إلى 21 أوت 2025، حضره جمهور غفير من فئة الشباب حتى أن التوافد على المسرح بدأ منذ عصر اليوم. استهل مروان عبد الحميد حفله بأغنية "سوف نبقى هنا" تعبيرا عن دعمه للقضية الفلسطينية وعن تمسكه بحق شعبه في البقاء على أرضه. وفي هذا السياق ومنذ بداية حفله إلى النهاية لم يتوانى هذا الفنان الشاب في تقديم الأغاني الداعمة لفلسطين، حتى أنه ألقى كلمة بالمناسبة وجهها إلى الجمهور التونسي والى كل شعوب العالم ومزج فيه بين اللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية، وقال فيها، ان ما يحدث في فلسطين ليس صراعا وإنما هو حرب إبادة، داعيا الجيل الجديد المستعمل للمنصات الرقمية لمزيد الحديث عن ما يعانيه الفلسطينيون ومواصلة نشر جرائم الكيان الصهيوني معتبرا هذا النشر أداة مقاومة فعالة. ورغم روح المقاومة التي رافقت الحفل، إلا أن عرض هذا الفنان الشاب الذي بدأ مساره الفني منذ ثلاث سنوات، كان احتفاليا بامتياز فطغت عليه الموسيقى الصاخبة والآلات الايقاعية على غرار الدربوكة والطبول. وقد أدى "سانت ليفانت" على مسرح قرطاج العديد من أغانيه التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب ورددها معه على غرار "كلامونتينا" و"ديفا - بنت الذهبية" و "ديرة" و " قلبي" وأغنية " From Gaza with love"، كما غنى لجمهور قرطاج أغنيتين جديدتين لم ينشرهما بعد، وهما "يا سمرا" و "يا صباح الفل والياسمين" وتعمد الفنان في عرضه المراوحة بين اللهجتين الفلسطينية والجزائرية حتى أن الركح تزين بثلاثة أعلام وهي علم تونس البلد المستضيف للعرض وعلمي فلسطين والجزائر. وعلى الرغم من رصيده الفني المتواضع والمشاكل التقنية، على مستوى الصوت، التي واجهها خلال العرض، إلا أن مروان عبد الحميد قدم، حسب تصريحه، أطول حفل في مسيرته، إذ أن حفلاته عادة لا تتجاوز ساعة من الزمن في حين اعتلى ركح قرطاج لساعتين غنى خلالهما وعزف على آلتي الساكسوفون والعود ورقص على عدد من الأغاني العربية والتونسية القديمة على غرار أغنية "سيدي منصور". طغت على العرض أجواء احتفالية برزت من خلال حركته ومختلف أعضاء الفرقة، التي راوحت بين القفز والرقص فكانت الدبكة الفلسطينية حاضرة والرقص الشعبي الجزائري حاضرا وحتى الرقص التونسي كذلك. واستغل هذا الفنان الشاب الفرصة للتعريف بشخصيات لها دور هام في نحت مسيرته ومن بينهم عازف الناي والموزع الموسيقي التونسي الشاب سهيل القاسمي، ومربيته التونسية التي سبق وأن روى قصته معها في وسائل التواصل الاجتماعي "مبروكة"، كما كان والده رشيد عبد الحميد كعادته ضمن الفريق الموسيقي المرافق له. وجدير بالذكر أن هذا الفنان الشاب البالغ من العمر 25 سنة والذي لا يملك في رصيده سوى أربعة ألبومات، أدى حفله الأول في قرطاج أمام شبابيك مغلقة.