مع اطلالة كل ربيع يتكلم ابناء اريانة لغة واحدة هي لغة الورود. ويبقى الاحتفال بورد اريانة المعروفة اصطلاحا بورد كاليغا رمزا للاحتفال بالحياة وللتمسك بالخصوصية فى هذه الجهة.فقد وجد الورد في اريانة منذ اكثر من ثلاثة قرون تربة خصبة ومناخا متوسطيا ملائما حيث اخذ ابناء المنطقة هذا التقليد عن الاندلسيين الوافدين عن البلاد التونسية فظهرت زراعة الورد لاول مرة بمنطقة جعفر باريانة سنة 1637 م. وتدول الاريانيون غراسة مشاتل الورد على مساحات شاسعة مع بوادر فصل الشتاء لتينع وردة ماي وتشكل منتوجا اساسيا في صناعة العطور ومواد التجميل والمواد الطبية. ورغم زحف العمران لايزال منبت الورود ببئر بلحسن شاهدا على عراقة هذه النبتة. فعلى مساحة 3000 متر مربع تم غرس 16 الف نبتة 90 بالمائة منها تعرف بوردة اريانة وهي ذات خصوبة مرتفعة وذات زهرات كثيفة تصل الى 25 زهرة في النبتة الواحدة. وتحرص العائلات على تقطير الورد بالطريقة التقليدية للمحافظة على نكهة ماء الورد كاملة ليكون دواء للجهاز التنفسي والمعدة والقلب وتنظيف العيون فضلا عن استعمالاته الطبية والغذائية والتجميلية. ويشكل تقطير ماء الورد فى اريانة مناسبة لاجتماع النسوة حيث يتم وضع الورود فى اوان نحاسية وصب كمية من الماء تضاهي اربع مرات كمية الورود وعند غليانها يتم تقطير ماء الورد في وعاء نحاسي خاص مع صب كميات من الماء الفاتر لتبريده. وتستغل عديد العائلات مناسبة تقطير الورد لتوفير مدخول اضافي خصوصا مع انتصاب سوق الورد بمناسبة المهرجان في منتزه بئر بلحسن او بساحة سيدي عمار حيث يبادر العشرات من المزارعين الى بيع منتوجاتهم لمحبي الزهور والنباتات من متساكني الجهة او القادمين اليها من مختلف ارجاء البلاد بحثا عن مشاتل وردة اريانة لغرسها والتباهي بجمال منظرها بالاجنة والشرفات. وسعيا الى تعميم الفائدة حرصت بلدية اريانة الراعية لمهرجان الورد في دورته الثانية عشرة التي تقام هذه السنة ايام 7 و8 و9 ماي 2009 على تخصيص خبير في النباتات والورود بسوق الورد لتقديم النصائح العملية في كيفية تنسيق الزهور وغراسة الورود والمحافظة عليها من التلف. وقد انطلقت بمختلف الدوائر البلدية حملات غراسة الورد ونباتات الزينة استعدادا للمهرجان الذي يشكل الحدث الثقافي والبيئي الابرز خلال شهر ماي في جهة اريانة.