تحت سامي إشراف السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية انطلقت صباح الاثنين بالحمامات أشغال الندوة الدولية الخامسة للفدرالية الإفريقية لفنيي تقويم الأعضاء ” فاتو” حول موضوع الإعاقة والتكنولوجيات تحليل الوضعية وتطويرها المناسب في البلدان الإفريقية .وبينت حرم رئيس الدولة في كلمة توجهت بها إلى المشاركين في الندوة الدولية وألقتها نيابة عنها السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين أن سياسة تونس في مجال النهوض بالأشخاص المعوقين تنصهر في إطار منظومة متكاملة لحقوق الإنسان تولي الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية ما تستحقه من عناية ودعم في ظل مجتمع متضامن يكرس المساواة بين الأجناس والفئات والأجيال والجهات ويعمل على احترام مبدإ تكافؤ الفرص بين الجميع. وأكدت بالخصوص على ما تزخر به تونس من نسيج جمعياتي يسهم بشكل بارز في معاضدة جهود الدولة للإحاطة بالأشخاص المعوقين وتأطيرهم ومساندتهم في مختلف أوجه الحياة مشيرة إلى أن الرهان المطروح اليوم يكمن في مدى التوفق في التوظيف الأمثل للآفاق الرحبة التي يتيحها التطور المعرفي والتكنولوجي والاستفادة من الخبرات الناجحة للعبور إلى مرحلة جديدة تكون فيها بلدان القارة الإفريقية قادرة على ضمان أكبر قدر من الاستقلال الذاتي للشخص المعوق ومساعدته على الاندماج الفاعل في مسار التنمية الشاملة والمستديمة. ويشارك في الندوة التي تنظمها الفدرالية الإفريقية لتقويم الأعضاء بالتعاون مع مخبر البحوث في البيوميكانيك والمواد البيولوجية لتقويم الأعضاء وجمعية أولياء وأصدقاء المعوقين بتونس 250 خبير ومختص في تقويم الأعضاء من 40 بلدا إفريقيا إضافة إلى عدد من مصنعي الآلات المعينة لتقويم الأعضاء من عشرة بلدان أوروبية. وتهدف هذه الندوة التي تتواصل إلى غاية 30 أفريل 2009 إلى دعم الجهود المبذولة لتطوير التكنولوجيات المحلية الملائمة للبلدان الإفريقية في مجال ابتكار وصناعة آلات تقويم الأعضاء باعتماد الموارد الطبيعية والتعويل على الموارد البشرية الموجودة بهذه البلدان. وعبر السيد ماس نيانغ رئيس الفدرالية الإفريقية لفنيى تقويم الأعضاء عن عميق امتنانه لحرم رئيس الجمهورية لوضعها المؤتمر تحت سامي إشرافها بما ينطوي عليه ذلك من دلالة كبيرة على التقدير الذي تحظى به الفيدرالية الإفريقية لفنيي تقويم الأعضاء مبينا ما يتيحه المؤتمر من مناسبة هامة لتفعيل التعاون بين المختصين خدمة للشعوب الإفريقية وخاصة فئة المعوقين. وأكد السيد نور الدين بن سليمان رئيس جمعية أولياء وأصدقاء المعوقين بتونس أن في هذه اللفتة الكريمة من حرم رئيس الدولة تأكيد لما توليه تونس من حرص على الإحاطة المثلى بالمعوقين وطنيا وعلى دعم كل الجهود لتعزيز الإحاطة بهم دوليا. وأعرب السيد دان بلوكا رئيس الجمعية الدولية لفنيي تقويم الأعضاء من جهته عن الشرف الذي ناله بالمشاركة فى مؤتمر بهذا المستوى يعقد فى تونس مبرزا الأهمية البالغة التي تكتسيها هذه التظاهرة في دعم تبادل المعارف والخبرات بين المختصين وفي تطوير علاقات شراكة متينة بينهم خدمة للمعوق حيثما كان. وتضمنت كلمة الدكتور حسين الجزائري مدير المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية إلى المشاركين في الندوة تأكيد حرص هذه المنظمة على تفعيل كل المبادرات الهادفة إلى ضمان اندماج المعوق اجتماعيا واقتصاديا ومساعدته على الحركة التي تفتح أمامه افاقا كبيرة من أجل حياة كريمة. وتبحث الندوة بالخصوص التطور التكنولوجي وحاجيات الأشخاص المعوقين العضويين بالبلدان الافريقية . وينتظم معرض لمصنعين أوروبيين مختصين في آلات تقويم الأعضاء سيكون حضورهم مناسبة لتكوين شبكة من المصنعين تساهم في دعم التوجه نحو تصنيع آلات تقويم الأعضاء الملائمة للبلدان الإفريقية. ويتم في اطار الندوة عرض طرف اصطناعي تم صنعه في تونس باعتماد مادة الحلفاء وبكفاءات تونسية. ويأتي تقديم هذا النموذج في إطار إبراز القدرة على تطوير صناعة آلات تقويم الأعضاء الملائمة للبلدان الإفريقية. وتعمل الفدرالية الافريقية لفنيي تقويم الأعضاء والتي تضم الجمعيات الوطنية والمختصين في تقويم الأعضاء على دعم التبادل العلمي وتبادل التجارب بين المختصين في العلاج الطبيعي والصناعيين والأطباء جراحي العظام.