تم خلال ندوة صحفية انعقدت صباح الثلاثاء بالعاصمة بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية تقديم التقرير السنوي للجمعية التونسية لمديري الصحف لسنة .2008/2009 وبين السيد الهادى المشرى رئيس الجمعية ان هذا التقرير الأول من نوعه في تاريخ الجمعية يعد محاولة لرصداهم التطورات التي شهدها قطاع الصحافة خلال الفترة الأخيرة. وذكر في هذا الصدد بالجهود المبذولة من قبل الجمعية التونسية لمديري الصحف بهدف مزيد تطوير أداء المؤسسات الإعلامية والنهوض بالمشهد الإعلامي الوطني. واشار الى ان الموءسسات الاعلامية المكتوبة تمكنت من تحقيق أعلى نسبة في الزيادة في الاجور 8 بالمائة بعد أن كانت حققت نسبة مقاربة 7 فاصل 6 بالمائة خلال المفاوضات السابقة بما جعل قطاع الصحافة المكتوبة يحتل مرتبة متقدمة عن بقية القطاعات في الزيادة في أجور ومنح العاملين به. واكد دعم الرئيس زين العابدين بن علي للموءسسات الاعلامية والاعلاميين ولحرية الراى والتعبير في اطار مبادىء الديمقراطية وقيم النزاهة والصدق. وتم التذكير في هذا الاطار بتنقيح قانون الصحافة في اربع مناسبات في اتجاه الغاء العقوبات السالبة للحرية الشخصية مع الحرص على الايفاء بالتعهدات التي قطعتها تونس من خلال تصديقها على الاتفاقيات والمواثيق والعهود الدولية المتصلة باحترام مبادىء حقوق الانسان وحرية النشر والتعبير. واستعرض التقرير جملة الحوافز والاجراءات والتشجيعات التي اقرها رئيس الدولة لفائدة المهنة ومن اهمها تطوير صلاحيات المجلس الاعلى للاتصال وتحويله الى موءسسة عمومية لها ذاتيتها القانونية واستقلالها المالي تتولى متابعة أداء موءسسات الاعلام والاتصال وتقويم برامجها ومضامينها واقتراح التصورات بهدف تعزيز المشهد الاتصالي ودعم موءسساته. واشار الى أن النقطة 21 من البرنامج الانتخابي لتونس الغد 2004/ 2009 تضمنت أهم ملامح هذا المشهد الاعلامي والاتصالي الجديد وذلك من خلال تحديد أربعة أهداف تتمثل في دعم صحافة الاحزاب والراى ترسيخا لمبدا التعددية وحرية التعبير وتوسيع الفضاءات الحوارية دعما لديمقراطية الاعلام الى جانب دفع المبادرة الخاصة في القطاع وتحسين ظروف عمل الصحافيين. وتم في هذا السياق انتفاع حوالي 700 صحافي وصحفية بحواسيب محمولة في اطار البرنامج الرئاسي للحواسيب واحداث صندوق للتازر بين الصحافيين وتطوير المركز الافريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين. وافاد التقرير بان القرارات الرئاسية شملت كذلك الترفيع في المنحة السنوية المخصصة لصحافة الاحزاب بما يمكنها من ضمان دورية صدورها ويفتح المجال أمام الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان لتعزيز المشهد الاعلامي. وسجل من جهة اخرى الاثر الايجابي للاجراءات الرئاسية في دعم القطاع السمعي البصرى ومن بينها فتح المجال أمام الخواص لبعث اذاعات وقنوات تلفزية خاصة فضلا عن اعادة هيكلة القطاع السمعي البصرى العمومي للنهوض بكفاءاته والارتقاء بأدائه من خلال الفصل بين موءسستي الاذاعة والتلفزة وتطوير الشكل القانوني لكليهما. وأكد التقرير على ان المشهد الاعلامي الوطني قد تعزز بعناوين جديدة على غرار صحيفة “الخبير”اليومية ومجلة”لوبسرفاتور” التابعة لدار الملاحظ و”حقائق” النصف شهرية والتابعة لمجلة رياليتي ومجلة “الاكسبريسيون” عن دار الصباح ودوريات أخرى مختصة. كما ابرز ما عرفته الموءسساست الصحفية من تحديث هام في أساليب عملها بفضل استثمارها في تجهيزات جديدة ومتطورة ساهمت في تحسين مناخ العمل بها. ورصد التقرير حجم التحديات المطروحة على الصحافة المكتوبة والتي يمكن رفعها من خلال تعميم برامج تاهيل الموءسسات الاعلامية ومواصلة الربط بشبكة الانترنات ومواكبة احدث التقنيات والتخفيض من تكاليف نقل الصحف داخليا وخارجيا فضلا عن ايلاء اهمية للعلاقات الشغلية داخل الموءسسات الاعلامية ودعم التكوين المستمر للصحافيين لتطوير مهاراتهم ومعارفهم وتحسين ادراكهم لمقتضيات العمل الصحفي العصرى.