أكد السيد محمد الغنوشي الوزير الأول عمق العلاقات السياسية بين تونس وسوريا ووصفها بالمتميزة في ظل القيادة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي وأخيه بشار الأسد.ولاحظ في ندوة صحفية عقدها والسيد محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء السوري يوم الأحد في ختام أشغال الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة التونسية السورية الملتئمة بدمشق يومي 9 و10 ماي 2009 أن كل الظروف أضحت مهيأة لتحقيق النقلة النوعية المرجوة في العلاقات بين البلدين بما يعكس الروابط الأخوية بين الشعبين وما يجمعهما من تاريخ وحاضر ومستقبل مشترك. نحو الارتقاء بحجم المبادلات الى 100 مليون دولار العام المقبل وأعرب الوزير الأول عن الارتياح لشمولية التعاون القائم بين تونس وسوريا وما تم قطعه من خطوات ايجابية لتجسيم الاتفاقيات الموقعة مشيرا إلى التقاء تونس مع سوريا وتوافقها معها في المنهجية المعتمدة للارتقاء بهذا التعاون والحرص على إرساء مقومات الاقتصاد المتفتح الذي يعود بالنفع على مواطني البلدين. وأكد أن الهدف المنشود يتمثل بالنسبة إلى السنة المقبلة في الارتقاء بمستوى المبادلات من 30 مليون دولار إلى 100 مليون دولار كحد أدنى وذلك بالتركيز علي قطاعات النسيج والملابس والفسفاط وزيت الزيتون ومكونات السيارات وهي قطاعات تتوفر على امكانات كبيرة للتكامل ولتنشيط الحركة التجارية بين الجانبين. الإسراع باستكمال المفاوضات بشان الاتفاقية التشجيعية ولحماية الاستثمارات بين البلدين وبعد أن ذكر بان تحقيق هذا الهدف يتطلب بالخصوص تفعيل الجانب المتعلق بالنقل أوضح الوزير الأول انه قد تم الاتفاق على إحداث خط بحري يربط بين تونس وسوريا مؤكدا أن هذا الخط الذي يحظى بالأولوية سيكون له المردود الايجابي على الجانبين. وفي رده على سؤال حول مدى تمتع سوريا لدى تونس بمكانة “الدولة الأكثر رعاية” وفق ما هو معمول به لدى المنظمة العالمية للتجارة لاحظ السيد محمد الغنوشي أن الإطار القائم الذي يربط بين البلدين يمنح سوريا مكانة تتجاوز مفهوم هذا الامتياز المعمول به على صعيد المنظمة العالمية للتجارة مبينا أن تونس ملتزمة بمختلف الاتفاقيات الموقعة في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى لا سيما في ما يتعلق بانسياب السلع والبضائع دون رسوم وهي تعمل على إزالة العراقيل. وبخصوص إمكانية الانتقال من المنافسة في بعض المنتوجات إلي الإنتاج المشترك بين الوزير الأول أن هذا الموضوع كان محل نقاش مستفيض خلال هذه الدورة وانه سيكون هناك تنسيق بين الجانبين. وبعد أن ذكر بتواضع عدد المشاريع الاستثمارية المنجزة من الجانبين في البلدين دعا السيد محمد الغنوشي إلي الإسراع باستكمال المفاوضات بشان الاتفاقية التشجيعية ولحماية الاستثمارات بين البلدين التي ستشكل إطارا ملائما لحفز رجال الأعمال على إحداث مزيد من المشاريع. رغبة سورية في الاستفادة من التجربة التونسية في مجال الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومن جهته أكد السيد محمد ناجي عطري مدى تجذر العلاقات السورية التونسية مشيرا إلي الخطوات التي تم قطعها من اجل الارتقاء بالتعاون الثنائي الذي تجاوز اليوم المستويات الاقتصادية والتجارية إلي مجالات الثقافة والإعلام والاتصالات والتكنولوجيا وكذلك تبادل الخبرات. كما ابرز رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة التونسية في مجال الشراكة مع الاتحاد الأوروبي باعتبارها أول بلد من جنوب المتوسط يوقع سنة 1995 اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وعن سؤال تعلق بانعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على العلاقات الاقتصادية بين تونس وسوريا أفاد رئيس مجلس الوزراء السوري انه يتم رصد هذه الانعكاسات داعيا إلى تكثيف الاستثمارات بين الجانبين والمشاريع المشتركة لمواجهة التأثيرات المحتملة لهذه الأزمة. وأوضح أن الخط البحري المزمع إنجازه للربط بين سوريا وتونس سيكون له مردود ايجابي علي المبادلات التجارية والسياحية بين البلدين كما سيعزز موقعهما وعلاقتهما بباقي دول جنوب المتوسط مشيرا إلي أن اجتماعات ستعقد على مستوى القطاع الخاص في البلدين لبحث السبل الكفيلة بإقامة هذا الخط حتى يحقق جدواه الاقتصادية باعتباره مفتاحا حقيقيا لزيادة التبادل التجاري.