لان مباريات الكأس لا تخضع في المطلق للضوابط الفنية والاعتبارات التكتيكية التي تحكم رياضة كرة القدم فان المباراة النهائية لكاس سيادة رئيس الجمهورية لموسم 2008- 2009 التي ستجمع الاحد بملعب 7 نوفمبر برادس فريق الاتحاد الرياضي المنستيرى بالنادى الرياضي الصفاقسي لن تخلو حتما من التشويق والحماس باعتبار اهمية الرهان وتقارب مستوى الفريقين في الترتيب النهائي للبطولة الوطنية. واذ يخوض فريق مدينة الرباط الدور النهائي الاول في تاريخه بما قد يشكل عاملا اضافيا مساعدا لمدربه لطفي رحيم وعناصره الشابة من اجل التألق كأبهى ما يكون لكسب ود الأميرة فان فريق عاصمة الجنوب بقيادة المدرب غازى الغرايرى والمدافع الهداف عصام المرداسي يغذى بدوره طموحات عريضة في مسابقة الكأس التي سبق له ان أحرزها في 3 مناسبات (1971 و1995 و2004) لانقاذ موسمه على الصعيد المحلي بعد مسيرة لم ترتق الى مستوى تطلعات انصاره وحكمت عليه بالابتعاد مبكرا عن المنافسة على لقب البطولة. وقد شاءت الصدف ان يلتقي الفريقان خلال الفترة القريبة الماضية في مناسبتين خلال 10 ايام فبعد مباراة الجولة 26 الاخيرة لبطولة الرابطة المحترفة الاولى التي احتضنها ملعب الطيب المهيرى يوم 13 الجارى وانتهت على نتيجة التعادل 1 – 1 يتبارى فريق الاتحاد الذى انهى الموسم في المركز الخامس برصيد 35 نقطة مع فريق عاصمة الجنوب صاحب المركز الرابع ب 43 نقطة في لقاء سيجمع بين فريقين يتشابهان في اسلوب اللعب ويتقاربان في المستوى الفني مع افضلية نسبية على مستوى الخبرة لزملاء عبد الكريم النفطي والطموح والشباب لزملاء علي بن عبد القادر. وكان فريق الاتحاد الرياضي المنستيرى اول المتأهلين الى الدور النهائي عقب انتصاره الباهر في ملعب المنزه في مباراة نصف النهائي الاول على مضيفه الترجي الرياضي التونسي بنتيجة 3-2 / وهو يرنو الى تحقيق انجاز تاريخي يوهله لمعانقة كاس سيادة رئيس الجمهورية على ملعب 7 نوفمبر برادس لاول مرة في تاريخه بعد ان بلغ الدور نصف النهائي في اربع مناسبات /1965 و1981 و 2003 و2007/ . ورغم ادراكه لصعوبة المهمة فان المدرب الطموح لفريق الاتحاد لطفي رحيم يبدو قادر على ايجاد المعادلة الفنية والتشكيلة المناسبة التي من شانها ان تمكن الفريق من الوسائل الضرورية للوقوف بكل ندية امام زملاء الحارس الدولي للنادى الصفاقسي جاسم الخلوفي خاصة وان فريق الرباط متعود على التالق كلما لعب خارج ميدانه فقد انتصر في كافة مبارياته ضمن مسابقة الكاس خارج قواعده باكثر من هدفين وهو ما يؤكد النجاعة الهجومية التي يتمتع بها الخط الامامي للفريق. وقد توجت هذه المجهودات والمردود الممتاز لعناصر الفريق الشابة بتوجيه مدرب المنتخب التونسي امبرتو كويلهو الدعوة لثلاثة لاعبين في سابقة الاولى من نوعها في تاريخ النادى لتقمص الزى الوطني على درب المشاركة في تصفيات كاس امم افريقيا ومونديال 2010/ وهم ماهر الحناشي وهشام السيفي وعبد المجيد بن بلقاسم. ويتميز اشبال المدرب لطفي رحيم بحذقهم واتقانهم لخطة الضغط على حامل الكرة في وسط الميدان مع الاعتماد على الهجومات المعاكسة السريعة التي يقودها عادة خط هجوم ضاغط بقيادة هشام السيفي وعبد المجيد بن بلقاسم. ولان فريق الاتحاد قدم موسما طيبا على واجهة البطولة بما مكنه من احتلال مركز متقدم في الترتيب العام فانه يعول على مسابقة الكاس لتاكيد السمعة الطيبة التي اكتسبها خلال السنوات الأخيرة كاحد ابرز فرق كوكبة الطليعة من اجل تتويج مجهودان الإطار الفني واللاعبين وهيئة التسيير بإحراز اللقب الذى لم يسبق للفريق ان عانقه على امتداد تاريخه الطويل. ويعول الفريق بالأساس على تشكيلة تخلو من النجوم البارزين لكنها تعج بالمواهب التي لا تنقصها الفنيات والعزيمة والطموح على غرار هشام السيفي وعبد المجيد بن بلقاسم وماهر الحناشي ونزار بوقراعة وايمن العيارى وخالد هماني والحارس المتالق مروان بريك... من ناحيته يطمح النادى الصفاقسي من خلال مباراة الدور النهائي للكاس لتعويض انسحابه من نصف نهائي مسابقة دورى ابطال العرب وخروجه خالي الوفاض من البطولة المحلية فضلا عن الخطر الذى يتهدد مسيرته في مسابقة كاس الاتحاد الافريقي بعد انهزامه في ذهاب ثمن النهائي امام بريميرو دى اغوستو الانغولي صفر/2 في العاصمة لواندا. ويعول غازى الغرايرى مدرب فريق عاصمة الجنوب على خبرة قائد الفريق عصام المرداسي وصانع الالعاب عبد الكريم النفطي والحارس الدولي جاسم الخلوفي والهداف هيكل قمامدية بالاضافة الى الشبان شادى الهمامي وهيثم مرابط وايمن بن عمر وفاتح الغربي من اجل احراز الكاس الرابعة في تاريخ النادى. وفي مقابل استغناء الاطار الفني للفريق عن خدمات الغيني صوما نابي بسبب تراجع مردوده خلال الجولات الاخيرة فقد يعول على 3 محترفين اجانب هم الايفوارى بلاز كواسي والموريتاني دومينيك داسيلفا والمغربي رضوان الجوهرى. كما قد يستعيد لاعب سترازبورغ الفرنسي السابق هيكل قمامدية مكانه في التشكيلة الاساسية بدلا من حمزة يونس الذى يبدو ان الدعوة لم توجه له للمشاركة في النهائي تماما مثل زميله في الخط الخلفي للدفاع هاشم عباس. وكانت الحصص التدريبية الاخيرة التي اجراها الفريق بمقر تربصه بمدينة سوسة اكدت حسن استعداد اللاعبين للمنافسة من اجل تاكيد جدارة كل منهم بالانتماء للتشكيلة الاساسية وخاصة على مستوى حراسة المرمى حيث برز بشكل واضح تنافس نزيه بين الحارس جاسم الخلوفي وزميله عبد الرووف الرطولي من اجل الفوز بثقة المدرب. ولان كل السيناريوهات ممكنة في لقاءات الكاس بما في ذلك اللجوء الى الحصتين الاضافيتين والركلات الترجيحية الحاسمة فان الاطار الفني لكل من الاتحاد المنستيرى والنادى الصفاقسي خصص جانبا هاما من الحصص التمرينية الأخيرة للتدرب على تنفيذ ركلات الجزاء. وسيدير المباراة النهائية لكاس سيادة رئيس الجمهورية حكم الساحة سليم الجديدى بمساعدة شكرى سعد الله وكمال عبد المومن