تحتفل تونس يوم الاثنين 25 ماي 2009 مع سائر الشعوب والدول الإفريقية الشقيقة بيوم إفريقيا تحت شعار “من أجل إفريقيا مزدهرة وآمنة” وهي مناسبة أكدت فيها تونس من جديد اعتزازها بانتمائها الإفريقي وبالمكانة الهامة التي تحتلها القارة الإفريقية في سلم أولويات سياستها الخارجية منذ تحول السابع من نوفمبر بهدى من الرئيس زين العابدين بن علي. وأبرزت تونس مجددا في بيان لها بهذه المناسبة حرصها على مواصلة الإسهام الفاعل في تعزيز التعاون والتكامل والتضامن بين بلدان القارة وتوطيد أركان الأمن والاستقرار في ربوعها والتنمية الشاملة لشعوبها. وأضاف البيان أن اقتران هذا اليوم بالذكرى الثامنة لانتشاء الاتحاد الإفريقي يتيح الفرصة لتثمين النتائج الايجابية التي أمكن للاتحاد تحقيقها خلال حيز زمني وجيز في عديد المجالات بفضل إرادة قادة الدول الإفريقية والدور النشيط للقائد معمر القذافي رئيس الاتحاد بما دعم العمل الإفريقي المشترك وكرس الإرادة الجماعية في دفع مسيرة التكامل والاندماج في القارة. كما أعربت تونس عن عزمها الراسخ على مواصلة العمل مع البلدان الإفريقية الشقيقة من أجل بلورة وصياغة الحلول المناسبة للتعامل بكفاءة واقتدار مع التحديات المشتركة التي تواجهها القارة الإفريقية”من خلال اعتماد مقاربة تقوم على التكامل بين مقومات السلم والأمن والتنمية والتضامن”. وأوضح البيان أن تونس ترى أن مواكبة التحولات العميقة والمتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية وما رافقها من أزمات طالت تداعياتها اقتصاديات عديد دول القارة تستوجب من المجموعة الإفريقية مضاعفة الجهود وتنسيق البرامج في إطار الاتحاد الإفريقي من أجل التفاعل مع التطورات العالمية ورفع قدرة البلدان الإفريقية على التعامل معها بكل حكمة والتوقي من انعكاساتها الخطيرة. وعبرت تونس عن ثقتها بأن القارة الإفريقية العريقة في تاريخها وحضارتها وما تزخر به من عديد الثروات وما يحدو شعوبها من إيمان راسخ بوحدة المصير “قادرة على بعث ديناميكية تنموية جديدة وترسيخ أسس الأمن والاستقرار في ربوعها وتحقيق المزيد من الاندماج الاقتصادي وتعميق التضامن بين شعوبها”. مما يعزز قدرتها على التعامل مع المتغيرات الدولية ويؤهلها إلى الانخراط الفاعل في الدورة الاقتصادية العالمية. وجاء أيضا في هذا البيان أنه اعتبارا للتلازم الوثيق بين الأمن والاستقرار من جهة والتنمية من جهة أخرى فان تسوية النزاعات وتطويق بؤر التوتر التي لا تزال تلقي بثقلها على القارة الإفريقية”تظل مطلبا ملحا وتحديا كبيرا يتعين التعاطي معه بكل حكمة لتقديم المبادرات وصياغة الحلول المناسبة الكفيلة بالقضاء على أسباب التوتر والخلافات” حتى تتفرغ الدول الإفريقية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة لفائدة شعوبها. وشدد في الختام على أن “تونس المؤمنة بقيم السلام والأمن والحوار والاعتدال والتي وضعت تنمية إفريقيا وأمنها في صدارة اهتماماتها لتؤكد التزامها الدائم بمواصلة العمل من أجل دفع مسيرة التنمية الشاملة ومساندة الجهود المبذولة لدعم استتباب السلم والأمن في ربوع قارتنا.”