يكتسي تشغيل المساجين المفرج عنهم اهمية اجتماعية خاصة في الحفاظ على الكرامة الانسانية والعمل على تشريك الجميع في دورة الانتاج.ولئن كانت مظاهر الرعاية والاحاطة تشمل في تونس سائر الفئات ذات الاحتياجات الخاصة فهي تمتد ايضا الى من زلت بهم القدم من خلال معاملتهم معاملة انسانية ومساعدتهم على الرجوع الى الطريق السوي والاندماج في الحياة الاجتماعية.ويتركز الحرص فى نطاق تطوير المنظومة الجزائية الوطنية على مقاومة ظاهرة العود للجريمة من خلال عديد الخدمات الاجتماعية التي تتيح للمساجين المرشحين للانتفاع بالعفو التاهيلي الاستفادة من دورات تكوينية داخل المؤسسة السجنية للمساعدة على تركيز مشاريع للحساب الخاص وتوفير التسهيلات الضرورية لتامين اسباب النجاح لهذه المشاريع.وتندرج هذه الدورات ضمن برنامج بعث المؤسسات وتكوين الباعثين وتنجز بالتعاون بين جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم والادارة العامة للسجون والاصلاح والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل. ويخول هذا البرنامج للمساجين المنتفعين بلورة افكار مشاريع وتشخيصها وفقا لموءهلاتهم من ناحية ولحاجيات سوق الشغل من ناحية اخرى. كما يهدف الى اعداد السجين للتواصل مع المجتمع اثر المغادرة وتعريفه بالاليات والتمويلات اللازمة للانتصاب للحساب الخاص ومرافقته الى حين انجاز المشروع. ويقوم البرنامج على تامين تنشيط حر وميسر هدفه تنمية المهارات التواصلية لدى هذه الفئة الى جانب التعرف على اهم مشاغلها ومحاولة الوصول بها الى المصالحة مع ذاتها. ويتم تنفيذ هذه الدورات في مرحلة اولى ضمن 13 مركز تاهيل حيث تدوم كل دورة 20 يوما دون انقطاع يتمتع خلالهاالسجين بمنحة مالية قدرها 150 دينار للمساجين ذوى المستوى التعليمي العالي وبمنحة قيمتها 80 دينار بالنسبة الى المستوى الابتدائي والثانوي. ويستفيد منها 375 سجينا مؤهلين للافراج عنهم يتكفل الصندوق الوطني للتشغيل 21/21 بكلفة التكوين وبمنحة مرافقة مدتها 11 شهرا بداية من تركيز المشروع. ومن جهتها تتولى جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم توفير الضمانات الكافية لتمويل المشاريع عن طريق البنك التونسي للتضامن اوعن طريق القروض الصغيرة المسندة من قبل الجمعيات التنمويةالى جانب تامين المتابعة لهم خلال احداث المشروع . وتشمل المشاريع بالخصوص اختصاصات بيع وصيانة معدات الاعلامية والنجارة والحلاقة وصنع المرطبات والنقش والتغليف بالفضة وغسل السيارات الى جانب مشاريع ذات طابع فلاحي وتجاري. وتنطلق المرحلة الثانية من هذه الدورات بداية من 25 جوان 2009 ببعض المؤسسات السجنية الاخرى. علما انه تم اعطاء اشارة انطلاق المرحلة الاولى في 7 مؤسسات سجنية يوم25 ماي 2009 . ويذكر ان عدد المنتفعين خلال سنة 2008 بدورات تدريبية مختلفة داخل المؤسسات السجنية بلغ 1584 شابا علما وان عدد مراكز التاهيل ارتفعت من 8 الى 13 مركزا حاليا الى جانب تطور عدد الموءهلين خلال نفس الفترة من 700 الى 1580 وعدد الاختصاصات المهنية من 15 الى 20. وترافق الوكالة الباعثين لتشخيص فكرة المشروع وتنمية روح المبادرة لديهم واعداد دراسة المشاريع ومخططات الاعمال الخاصة بها وتحسين المهارات في التصرف وفي المجالات الفنية الضرورية لاحداث المشروع.