رئيس الدولة يطلع على ظروف إقامة المساجين وما يتلقونه من تدريب وتكوين وتثقيف (زيارة سجن المرناقية ماي 2008) تونس 6 أكتوبر 2010 (وات) - تعد "جمعية إدماج المساجين المفرج عنهم" إضافة نوعية لقطاع النسيج الجمعياتى في تونس سيما في مجالات العمل الخيري والتآزرى والتضامني الذي يعد من المقومات البارزة لسياسة تونس التغيير وخياراتها التنموية. وتجسم هذه الجمعية التي انطلق عملها منذ جانفى 2008 الحرص على ان يشمل الفعل التضامنى كل التونسيين أيا كانت فئاتهم انسجاما مع خيارات الرئيس زين العابدين بن على وتوجهاته المؤكدة على تعزيز العمل الاجتماعى ومزيد توسيع دائرته. كما أنها تترجم خصوصية المقاربة السجنية والعقابية المعتمدة في تونس على صعيد التعاطى مع الجانحين ومن زلت بهم القدم والتي تقوم على بحث سبل إسعافهم وإعادة إدماجهم في المجتمع كمواطنين مكتملي الحقوق والواجبات. وتشمل الجمعية بخدماتها الأشخاص الذين قضوا فترة بالسجن /بالنسبة للكهول/ او بمراكز الاصلاح /بالنسبة للأطفال الجانحين/ دون اعتبار نوعية الجريمة التي استوجبت العقوبة او المدة المقضاة. وفي سياق النهوض برسالتها تولت هذه الجميعة ذات الطابع الخيرى والاجتماعى الاسعافى تقديم اعانات مالية بمناسبة الأعياد والعودة المدرسية والجامعية لمنظوريها. وشملت هذه البرامج 250 منتفعا بما عزز لديهم مشاعر الاعتزاز بالانتماء لمجتمع متضامن متوازن يجد كل فيه حظه في الإحاطة والرعاية. كما نظمت الجمعية دورات تكوينية حول بعث المؤسسات وتكوين الباعثين استفاد منها 461 منتفعا. وفي إطار عقود برامج مع هياكل ومنظمات مختصة على غرار وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج ووزارة شؤون المراة والاسرة والطفولة والمسنين والادارة العامة للسجون والاصلاح والبنك التونسي للتضامن والوكالة التونسية للتشغيل والعمل المستقل والوكالة التونسية للتكوين المهنى ساعدت الجمعية على ايجاد حلول ل704 وضعيات من بين 1800 حالة تتعهد بمتابعتها. وتتوزع الخدمات بين المساعدة على الحصول على موطن شغل والتكوين في بعض المهن والحرف والانتصاب للحساب الخاص والحصول على مساهمة في التمويل الذاتى للحصول على قروض وبعث مشاريع صغرى سواء بتمويل مباشر من الجمعية او من خلال الجمعيات التنموية المحلية بمختلف مناطق الجمهورية. وتنويعا لفرص التشغيل واستنباط افكار جديدة تيسر تجسيم الهدف النبيل المتمثل في تمكين المفرج عنهم من فرص عمل تم البدء في انجاز عمليات تشغيل خاصة في مجالات /تنظيف السيارات/ بالمرابض العمومية والبلدية والمؤسسات الخاصة لحراسة السيارات وبيعها بمنطقة تونس الكبرى وذلك بالتعاون مع احدى الشركات المختصة بما ساعد على توفير مواطن شغل لعدد من منظوري الجمعية وذلك ضمن تمش تدريجى ينطلق من منطقة تونس الكبرى ليشمل باقى جهات البلاد. وتفيد مصادر الجمعية انه تم إلى حد الآن تكوين وتركيز 66 منتفعا فيما يتواصل تنظيم دورات بعدد من الوحدات السجنية في هذا المجال لتشمل 175 منتفعا. وجدير بالذكر أن الجمعية تعتمد خطة عمل استباقية في تعاطيها مع المستهدفين بخدماتها حيث انها تحرص بالتعاون مع الادارة العامة للسجون والاصلاح على تأهيل بعض المساجين الذين اقترب موعد الافراج عنهم بهدف الاعداد لسبل إدماجهم اجتماعيا ومهنيا. كما تعد الجمعية لتوقيع اتفاقية مع شركة مقاولات خاصة لانتداب 80 من منظوريها في اختصاصات البناء والدهن وذلك فضلا عن اتفاقية ثانية مع مؤسسة مختصة في خدمات الحراسة والتنظيف قصد استيعاب 120 منتفعا للعمل لديها. وتعمل الجمعية التي تعد آلية ناجعة وعلامة مضيئة في المقاربة التونسية للادماج الاجتماعى على مزيد تنويع خدماتها للإحاطة بالمفرج عنهم من المساجين والتفاعل مع حاجياتهم الاجتماعية والانسانية والمادية. كما تسعى الى تعزيز خيار الشراكة مع عدة مؤسسات وهياكل حكومية ومدنية تيسيرا لتجسيم الاهداف الاجتماعية الانسانية التي بعثت من أجلها.