أخبار تونس- بعضهم تسمّر أمام التلفزيون، البعض تابع عبر مواقع الانترنات وموجات الأثير، وحتى الذي فاته الركب كان له في نشرات الأخبار باختلاف لغتها وتعدد توجهاتها سبيلا.غصت المقاهي واشرأبت الأعناق نحو نافذة فتحت على لوس أنجلس. كان هذا حال التونسيين وهم يودّعون معشوقهم ملك “البوب” مايكل جاكسون. بين التونسيين و”أسطورة البوب” نشأت قصة حب كبيرة. فهو الذي اختار تونس لإقامة حفله “الأسطوري” الذي لن يمحى من ذاكرة موسيقى “البوب”. ففي ليلة من ليالي صيف 1996 نزل “الملك” في ربوع الخضراء و وطأت قدماه أول أرض إفريقية ،بكل ما تعنيه كلمة إفريقيا للسود الأمريكيين، ليقابل أناسا وصفهم ب”الطيبين”. فقد اختار جاكسون تونس لإقامة حفله الذي يعد من أضخم الحفلات الموسيقية في تاريخ موسيقى البوب في العالم ولم يكتف بذلك بل تبرع جاكسون بريع الحفل الذي أقامه لدار أيتام في تونس. ووصل العشق ببعضهم إلى حد الموت احتذاءا بمقولة “ومن العشق ما قتل” فقد انتحرت فتاة تونسية حزنًا على وفاة ملك البوب الأمريكي مايكل جاكسون. هذه الفتاة التي أصيبت بالحزن الشديد إثر الإعلان عن وفاة جاكسون اختلت بنفسها في غرفتها، وقضت يومًا كاملاً في سماع أغاني النجم الأمريكي، ثم شربت كمية كبيرة من الأدوية تسببت في وفاتها. تفاعل التونسيون عبر شاشات التلفزيون ليلة الثلاثاء مع مراسم وداع مايكل جاكسون في قاعة “ستايبلز سنتر” في وسط لوس أنجلس.. فبكى بعضهم لبكاء ابنة ملك البوب “باريس” التي اكتفت بالقول وقد غصت بالدموع “كان أفضل أب على الإطلاق. أردت فقط أن أقول له إني أحبه”. وطرب البعض لدى سماعه لأغنية “آي ويل بي ذير” إحدى أولى أغاني مايكل جاكسون الناجحة عندما كان لا يزال مع فرقة “جاكسون فايف” مع أشقائه، خاصة وأن ماريا كاري صديقة ال”ملك” كانت هي التي أهدتها إلى روحه. غضب البعض الآخر لعدم حضور نجم “الراب” الأمريكي “إيمنيم” وهو الذي استهزأ بجاكسون في حياته، وكانت الفرصة ملائمة ليقدم له اعتذارا ويبين حسن النية. ولد جاكسون سنة 1958، في عائلة فقيرة كان أبوه قاسيا بينما أساءت أمه فهمه -كما يقول هو- لكن ذلك لم يحل دون تفتق مواهبه مبكرا في سنواته الدراسية الأولى حيث كان يقدم أغانيه أمام زملائه. في ربيعه ال13 بدأ مايكل يحلق بجناحيه في بداية مشوار منفرد توج بحصوله عام 1979 على لقب ملك البوب بفضل ألبومات حقق نجاحا واسعا منذ ذلك التاريخ مثل “Off The” “Wall” و”Thriller” و”Bad” و”Dangerous” و”History”. عاش جاكسون الذي توفي جراء سكتة قلبية، حياة منعزلة بعد تبرئته من اتهامات التحرش الجنسي بالأطفال. ورغم النجاحات الفنية ترك مايكل جاكسون جبلا من الديون وسلسلة من الحفلات كان من المقرر أن يقوم بها في جويلية/يوليو في لندن، وكان يأمل الكثيرون أن تجمع هذه الحفلات الملايين وتنهي مشكلاته المالية. وقضى أيامه الأخيرة في منزل فخم يملكه رجل أعمال تونسي أصيل مدينة نابل”هوبار قاز”. و قاز هو التونسي الثاني المقرب من جاكسون إلى جانب رجل الأعمال و المنتج طارق بن عمار. وقد أمنت قناة نسمة TV نقلا مباشرا لفعاليات حفل التأبين الذي تابعه قرابة ملياري شخص من كافة أصقاع العالم حيث قام منشطان من القناة بالتعليق على أحداث الحفل إما بالترجمة أو بإضافة معلومات عن أبرز محطات حياة جاكسون وانجازاته.