افتتحت صباح الأربعاء بالعاصمة الندوة السنوية لمركز جامعة الدول العربية بتونس تحت عنوان “الهجرة العربية إلى أوروبا الواقع والآفاق” حضرها عدد من الخبراء العرب والأوروبيين في مجال الهجرة. وتهدف الندوة إلى متابعة أوضاع المهاجرين العرب بالبلدان الأوروبية وبحث سبل تيسير اندماجهم في مجتمعات الإقامة وتفعيل دور النخب العربية المهاجرة في الإحاطة بأجيال المهاجرين وتجذير انتمائهم لبلدانهم الأصلية. وعبر السيد على الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج عن الارتياح للمقاربة الأوروبية الجديدة في التعامل مع الهجرة القائمة على التنمية المتضامنة ومقاومة الهجرة السرية وما يمكن أن تفضي إليه هذه السياسة في ما يتعلق بتنظيم الهجرة وتحسين أوضاع المهاجرين العرب والتعامل مع مسالة الاندماج بما يضمن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية كاملة. وتعرض إلى الإشكاليات المتصلة بواقع المهاجرين العرب في أوروبا اليوم داعيا إلى توحيد مواقف الدول العربية ووضع استراتيجيات بهدف مزيد الإحاطة بالجاليات العربية والدفاع عن مصالحها في دول الإقامة وتفعيل دورها في تنمية الأقطار العربية. كما دعا البلدان الأوروبية إلى الإسراع باستكمال المنظومات التشريعية حول حقوق وواجبات المهاجرين بشكل يضمن المساواة الفعلية ونشر بيداغوجية التسامح والتضامن وإبراز الدور الايجابي للمهاجر وإشاعة قيم التسامح فضلا عن إرساء سياسات واضحة لتامين الاندماج الفاعل والايجابي للجاليات العربية عبر المساواة في الحقوق والواجبات. ومن ناحيته شدد السيد الشاذلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية على الأهمية التي تحظى بها قضية الهجرة والتحديات الناجمة عنها ضمن برامج عمل الجامعة. ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى توخي المقاربة الشمولية لمعالجة مسالة الهجرة وتكثيف علاقات التعاون والتضامن من أجل إدارة ملف الهجرة بشكل جماعي من قبل دول المصدر والعبور والاستقبال. أما السيد مختار النقاصة عميد السلك الدبلوماسي المعتمد بتونس فقد أشار إلى أن عدد المهاجرين العرب في العالم يتراوح اليوم بين 20 و30 مليون مهاجر. وأشار إلى تركز الهجرة العربية خلال السنوات الأخيرة على الكفاءات العلمية مؤكدا على التفكير لإيجاد الحلول الملائمة لهذه الظاهرة والدفاع عن مصالح المهاجرين وحقوقهم وتيسير اندماجهم في بلدان الاستقبال.