نظم المجلس الاستشاري الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع عدد من الجمعيات التونسية المختصة ومشاركة باحثين وجامعيين من عدة بلدان أوروبية وعربية الأيام التونسية الثانية للعلوم والتكنولوجيا التي تنعقد من 11 إلى 13 جويلية 2009 بقمرت. وأكد السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا لدى افتتاحه أشغال اللقاء أن “النانو علوم” و”النانو تاكنولوجيا” يمثلان اليوم رهانا ضمن أولويات عديد الدول المتقدمة وهما مهيآن لأن يصبحا المصدر الأول للاكتشافات العلمية خلال السنوات القادمة وبالتالي منطلقا للثورة العلمية والتكنولوجية الثالثة. وأبرز أهمية المحاور التي تناقشها هذه الأيام العلمية بالنسبة إلى تطوير القدرات العلمية والتكنولوجية الوطنية مشيرا إلى المجالات الواعدة لاستعمال هذه التقنيات المستجدة لا سيما في الكيمياء الدقيقة والفيزياء الدقيقة والإلكترونيك والبصريات. وسجل هذا ملتقى مشاركة مكثفة من تونس وفرنسا والولايات المتحدة والجزائر و أوكرانيا ومصر والمملكة المتحدة وألمانيا واسبانيا وإفريقيا الجنوبية وسويسرا واليابان. وتعد مجالات العلوم الدقيقة “نانو علوم” والتكنولوجيات الدقيقة “نانو تكنولوجيا” احد ابرز الأنشطة البحثية المستجدة والواعدة في العالم ويتوقع لها الباحثون والعلماء دورا حاسما في تطوير عديد التقنيات المستعملة في قطاعات حياتية على غرار المياه والطاقة والمناخ والبيئة والبيوتكنولوجيا. وتعرف المراجع العلمية مصطلحات”النانوعلوم” و “النانو تكنولوجيا” على أنها مجموعة الدراسات ومقاربات البحث والتحليل في صناعة بنية المادة بالاعتماد على قياسات بالغة الدقة”واحد من مليار جزء”. وتعنى “النانو علوم” بالدراسات النظرية لظواهر المادة باحتساب القياسات الذرية والدقيقة للغاية. أما “النانو تكنولوجيا” فهي تتصل بتصور وإنتاج وتطبيق هيكلة بنية المادة والتحكم في حجمها وشكلها بقياسات دقيقة جدا. ويتمثل الهدف في مزيد التعمق في مجالات استعمال هذه التقنيات الحديثة على المستوى العالمي والإقليمي والوطني وسبل تحديد استراتيجيات عمل للغرض وتشريك المؤسسات الاقتصادية في تطوير برامج بحثية في مجالات العلوم والتكنولوجيات الدقيقة إلى جانب تكوين الأخصائيين والباحثين في هذه المجالات العلمية. ويتضمن برنامج الأيام مداخلات علمية و ورشات عمل حول واقع هذه المجالات البحثية والعلمية في العالم وفى إفريقيا وآفاق تطورها ومعايير القياس المعتمدة فيها ودور هذه الاكتشافات العلمية في دفع نسق التصنيع والتجديد التكنولوجي في العالم.