سيكون معدل النمو في تونس الأسرع في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)بحلول سنة 2014، حيث تنبئ الأرقام بالوصول إلى ما قيمته 2.2 مليار. هذا ما أورده تقرير صادر عن “بيراميد ريسارش”. وهو مجلس استشاري ذو سمعة دولية مرموقة ومقره كامبردج. وهذا التقييم الايجابي، هو في الواقع، ثمرة إرادة سياسة قوية واستثمارات ضخمة لتجاوز تأثيرات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد التونسي بما يسمح له بالتجدد والبحث عن آفاق استثمارية جديدة. وقد أكد تقرير”بيراميد ريسارش”. ، الصادر مؤخرا، أن سوق الاتصالات التونسي سيكون الأكثر نموا مقارنة مع غيره من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. حيث من المنتظر أن يبلغ نمو إجمالي إيرادات الاتصالات بمعدل زيادة 5.4 بالمائة سنويا خلال السنوات الخمس المقبلة لكونه يوفر صورة دقيقة تجسد التقاء قطاعات عدة مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل الإعلام وقطاع التكنولوجيا في البلاد. ويقدم التقرير، الذي يتألف من 24 صفحة، تحليلا مفصلا للمنافسة بين القطاعات الثابتة والمتحركة. كما أنه يقدم رصدا لمكونات سوق التقنيات والخدمات مثل “واي ماكس”، بروتوكول تلفزيون الإنترنت(IPTV) ، تقنية شبكات الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP). وهو يقدم أيضا، لمحة عامة عن سوق الاتصالات. إضافة إلى أنه يحلل الاتجاهات الرئيسية للقطاع ويقيم فرص الاستثمار قصيرة الأجل وعوامل الخطر في المستقبل. إذ تسعى تونس إلى توفير مقومات المناخ الاستثماري على المستويين الإقليمي والدّولي، إلى جانب التعريف بالحركية التي تتميز بها الوجهة التونسية كفضاء لاستقطاب المؤسسات العالمية، إضافة إلى مميزات سوق الاتصالات وما توفره من فرص للاستثمار والإطار التشريعي والمؤسساتي المنظم لها. وقد مكّنت النتائج المسجلة في هذا القطاع الحيوي تونس من أن تحتل صلب تصنيف دافوس وللسنة الثانية على التوالي سنتي 2007-2008 المرتبة الأولى إفريقيا من حيث درجة تهيئها لاستعمال تكنولوجيات الاتصال، والمرتبة الثانية دوليا من حيث توفق سياستها في النهوض بتكنولوجيات المعلومات والاتصال. ويذكر أن سوق الاتصالات التونسية يشهد تطورا سريعا ويوفر آفاقا واسعة على مستوى انتشار عروض خدمات الاتصالات القارة والجوالة وتنوعها. وللعلم أن دخول الهاتف القار وانتشار الهاتف النقال في تونس كان من بين أعلى المعدلات في المنطقة في عام 2008. حيث بلغت النسب على التوالي 82.1 بالمائة و 11.5 بالمائة. وعلاوة على ذلك، فإن طلب العروض الثالث الذي تقدمت به الحكومة التونسية لصالح دخول مشغل ثالث يسير في ذا التوجه. وإن كانت نسبة استغلال تقنية النطاق العريض(Bande large) منخفضة (2.2 بالمائة فقط) فهذا يدل على أن هذه النسبة قابلة للزيادة، حسب Boguszewska Sylwia المحللة لدى”بيراميد ريسارش”وواضعة التقرير. وأوضحت السيدة Boguszewska : “رغم أن السوق قد تقلص سنة 2009، إلا أنه سينتعش من خلال الخدمات التي سيوفرها عرض النطاق الترددي،(Bande passante) العرض الأسرع نموا بين قطاعات السوق الرئيسية الأخرى”. وأضافت كاتبة التقرير، أن هذه الخدمات ستكون مصدرا هاما للنمو على مدى السنوات الخمس المقبلة، بمعدل سنوي مركب بلغت نسبته 15.1 بالمائة في الفترة ما بين 2009 و 2014 وبعائدات تبلغ 174 مليون دولار سنة 2014 ، أي بزيادة قدرها 81 مليون دولار بالمقارنة مع عام 2008. وتخلص المحللة إلى أن هذا النمو سيعوض انخفاض استخدام الإنترنت ذات النطاق الضيق،(Bande étroite) التي لن تساهم إلا بما قيمته 4 ملايين دولار سنة 2014′′.