الحاج قلاعي: تونس ستعرف خلال المرحلة المقبلة تحولا جذريا في البنية الاتصالية تونس-الصباح أبرز التقرير السنوي لمنظمة الأممالمتحدة للتجارة حول "اقتصاد المعلومات لسنة 2009" أن تونس تأتي في طليعة الدول الصاعدة التي نجحت في تحقيق أحسن المؤشرات في مجال تطور التكنولوجيات الحديثة للاتصال، وهي تخطو بثبات في اتجاه تحقيق قفزة نوعية واعدة تجعل منها قطبا تكنولوجيا نشيطا في العالم بفضل الالتزام الشخصي والقوي للرئيس بن علي لجعل تكنولوجيات المعلومات والاتصال دافعا أساسيا للنمو الاقتصادي والاجتماعي في تونس. وقد اختارت منظمة الأممالمتحدة للتجارة تونس لتقديم تقريرها الرابع -الذي تم اطلاقه رسميا يوم أمس وفي نفس الوقت في بعض العواصم والمدن عبر العالم خاصة منها نيويورك، مانشستر، هلسنكي، بانكوك- باعتبارها العاصمة المضيفة للقمة العالمية لمجتمع المعلومات سنة 2005، وباعتبار ما حققته من انجازات في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال، جعلتها بلدا رائدا ضمن البلدان الصاعدة. وقد تولى السيد منجي حمدي مدير العلوم والتكنولوجيا المعلومات والاتصال، تقديم ملخص للتقرير. بحضور السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال، ومنسق الأممالمتحدةبتونس. وذلك بمقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي. نفاذ سريع للهاتف الجوال وفي ما يهم تونس، أبرز التقرير أن النفاذ إلى الهاتف الجوال تعتبر سريعة جدا، فخلال سنة 2008 فاق عدد مشتركي الهاتف الجوال 8,57 مليون مشترك، بنسبة نمو سنوي تقدر ب35 بالمائة بين سنتي 2003، و2008. وبلغ مؤشر النفاذ في الهاتف الجوال 85 خطا لكل 100 ساكن، وهو ما يعتبر أرفع مؤشر بين الدول الصاعدة في آسيا وافريقيا، وأمريكا اللاتينية. أحسن معدل تطور للنفاذ إلى الانترنيت في افريقيا وبخصوص النفاذ إلى الانترنيت، بين التقرير أن تونس عرفت أحسن معدل تطور للنفاذ إلى الانترنيت في افريقيا بين 2003-2008. فخلال سنة 2008، فاق مستعملي الانترنيت في تونس 2,8 مليون، وهو ما يعادل 26,8 بالمائة من السكان. وبلغ عدد مشتركي خدمة التدفق العالي للانترنيت في نفس السنة 230 ألف مشترك أي 2,8 بالمائة من السكان. ويعدد التقرير أيضا مختلف الإجراءات المتخذة في تونس من أجل تشجيع الربط بشبكة الانترنيت من خلال تيسير اقتناء الحواسيب من قبل العموم على غرار الحاسوب العائلي، علما وأن تونس تعد حاليا أكثر من 1,1 مليون حاسوب. تطور الخدمات غير المقيمة Offshoring وبين التقرير أن الخدمات غير المقيمة Offshoring توسعت إلى مناطق جغرافية جديدة في افريقيا وأوروبا، وأمريكا اللاتينية، ويعتبر التدفق العالي من بين العناصر الأساسية اليوم التي تساهم في تنمية الصادرات الخدمات المتفورة عبر تكنولوجيات المعلومات والاتصال. على غرار مراكز النداء، وعمليات المساندة للتصرف. ومن المقرر أن تعرف هذه الخدمات تطورا أكبر خاصة مع وصول جديد من شبكات الارتباط عبر الألياف البصرية. وقد تبين في السياق ذاته أن تصدير الخدمات لم يتأثر من الأزمة المالية العالمية، وذلك يعود أساسا إلى كون الخدمات غير المقيمة تساهم في تقليص الكلفة على المؤسسات والرفع من انتاجيتها. ويتوقع التقرير في هذا المجال أن يتطور هذا النوع من الخدمات التي تعتمد على تكنولوجيات المعلومات والاتصال عبر العالم، ولكن أيضا أن يشمل مهنا أخرى. أبرز التقرير في هذا المجال أن تونس أصبحت قطبا جاذبا للخدمات غير المقيمة في ميدان تكنولوجيات المعلومات والاتصال، وذلك بفضل سياستها الاقتصادية، والإجراءات المشجعة والجاذبة للاستثمار، وتوفرها على بنية تحتية عصرية للاتصالات. من ذلك أن تونس عرفت في مجال تصدير منتوجات تكنولوجيات المعلومات ارتفاعا ملفتا للنظر وذلك من 198 مليون دولار سنة 2003، إلى 640 مليون دولار سنة 2007. أي بمعدل نمو سنوي يقدر ب22 بالمائة. كما بلغت صادرات خدمات الإعلامية والخدمات المقدمة عبر تقنيات الاتصال في تونس 640 مليون دولار خلال 2007. .. والقادم أفضل وأشار التقرير إلى أن تونس ستعرف خلال السنوات القليلة المقبلة تقدما أسرع بفضل إحداث عدة أقطاب تكنولوجية مثل قطب الغزالة، وخاصة بفضل الالتزام الشخصي والقوي للرئيس بن علي لجعل تكنولوجيات المعلومات والاتصال دافع أساسي للنمو الاقتصادي والاجتماعي في تونس. وذكر أن عدة بلدان ومن بينها تونس اعتمدت على تكنولوجيات المعلومات كعنصر فاعل في مخططاتها التنموية خاصة عبر مزيد الاستثمار في البنية التحتية للتقنيات الحديثة للاتصال بما فيها التدفق العالي للانترنيت. وهذه المخططات تشجع على استعمال التقنيات الحديثة للاتصال في عدة مجالات على غرار التربية والتكوين، والطاقة، والصحة والنقل.. كما أفاد التقرير إلى أن تونس بصدد القيام بمجهودات لمزيد تحسين استعمال تكنولوجيات الاتصال بالمؤسسات، بالتعاون مع مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة. اتساع الفجوة الرقمية خلص التقرير إلى أن خطوات أخرى ما تزال ضرورية خاصة لدى البلدان النامية، رغم ما عرفته من تطور في النفاذ إلى التقنيات الحديثة للاتصال والمعلومات. من ذلك أن الفجوة الرقمية بين الدول وإن كانت تقلصت في مجال استعمال الهاتف الجوال (أكثر من 4 مليار مشترك في العالم) إلا انها توسعت بشكل كبير في ما يتعلق بالانترنيت وخاصة منها ذات التدفق العالي. وأوضح التقرير في هذا الصدد أن عدة بلدان نامية ما تزال متأخرة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال، وخاصة في مجال التدفق السريع لشبكة الانترنيت. فنفاذ مؤسسة لتقنية التدفق السريع تتضاعف 200 مرة في الدول المتقدمة مقارنة بالدول الأقل نموا. وتعتبر الدول الافريقية من أكثر الدول تأخرا في هذا المجال، خاصة وأن تكلفة الربط بالانترنيت تعتبر مرتفعة جدا في 14 دولة افريقية من جملة 20 دولة في العالم ما تزال كلفة الربط فيها مرتفعة. كما ان الفجوة الرقمية في مجال الربط بالانترنيت في توسع بين الدول الافريقية، فباستثناء تونس، ومصر، والمغرب، وجنوب افريقيا، وجزر السيشال، لا يوجد في بقية الدول الافريقية انترنيت ذات تدفق عالي. كما أن كلفة الاشتراك بالانترنيت عالية جدا في معظم الدول الافريقية إذ تفوق 100 دولار شهريا، على عكس دول مثل مصر أو تونس التي تقل فيها كلفة الربط عن 20 دولارا شهريا (في تونس حوالي 15 دينارا تونسيا فقط). وبين التقرير كيف ان توفر خدمة التدفق السريع للانترنيت أصبحت أساسية وحيوية ليس فقط للأفراد ولكن أيضا للمؤسسات. على اعتبار انه ثبت وجود ارتباط وثيق بين نمو الناتج الداخلي الخام السعة العالية للانترنات ADSL . رفيق بن عبد الله الحاج قلاعي: تونس ستعرف خلال المرحلة المقبلة تحولا جذريا في البنية الاتصالية تونس-الصباح أبرز السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيا الاتصال في تدخله بمناسبة تقديم تقرير الأممالمتحدة للتجارة حول "اقتصاد المعلومات لسنة 2009" أن التقرير يعتبر مصدر فخر لتونس يدفعها لمزيد العمل للنهوض بهذا القطاع. وقال أن المؤشرات الواردة بالتقرير جعل تونس تحتل موقعا متقدما ضمن البلدان الصاعدة مع توفر إرادة سياسية قوية لدفع القطاع. مفيدا بان المرحلة المقبلة ستعرف تحولا جذريا وجوهريا في مشهد البنية الاتصالية وحقل تكنولوجيات المعلومات في تونس. استنادا إلى ما ورد في برنامج الرئيس بن علي الانتخابي. وأوضح أن البرنامج بن علي الانتخابي تضمن إجراءات ضخمة وأهداف طموحة لتطوير البنية الاتصالية على غرار بلوغ مليون مشترك جديد في شبكة الانترنيت ذات التدفق العالي من خلال الاعتماد على أحدث الشبكات لتوفير السعة العالية للأنترنيت. ورفع سعة الربط إلى 100 جيغابيت، في الثانية سنة 2014 مقابل 15 جيغابيت في الثانية حاليا. وستعرف الفترة المقبلة تشغيل شبكات الهاتف الجوال من الجيل الثالث والأجيال التكنولوجية الجديدة. مع تجاوز مليون مشترك في هذه الشبكات، وبالتالي تجاوز نسبة 20 بالمائة من كثافة الانخراط في الانترنيت ذات السعة العالية. وأبرز القلاعي أن البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي سيمكن تونس من الانتقال من بلد صاعد إلى بلد متقدم في مجال تكنولوجيات المعلومات عبر التحضير إلى ما بعد مرحلة تقنيات السعة العالية من خلال خاصة توفير فرصة رقمية أمام الأسرة التونسية بما في ذلك التلاميذ والطلبة. وإرساء التلفزة الرقمية الأرضية مع تغطية كامل مناطق البلاد سنة 2014، وإعادة استغلال الطيف الترددي المستعمل وتوظيفه لتطوير الخدمات المستقبلية للاتصالات عبر موجات الراديو ذات السعة العالية وخدمات الانترنيت عالية التدفق المتنقلة مثل الويماكس، فضلا عن تطوير أحدث تقنيات البث مثل نظام الدقة العالية HD. كما سيتم دفع الاقتصاد الرقمي عبر تشريك المجتمع المدني في بناء مجتمع المعرفة وإرساء التكنولوجيات الحديثة من خلال إسناد منحة ب10 آلاف دينار لكل جمعية تنجز موقع واب تشاركي يتضمن محتويات متصلة بالثقافة التونسية والتراث الوطني ومختلف اهتمامات بلادنا. إلى جانب تطوير عنونة الانترنيت في المجال التونسي tn، وبعث وكالة وطنية للنهوض بالاستثمارات في الاقتصاد الرقمي، هدفها الإحاطة بالأقطاب التكنولوجية وتأطير الباعثين وتطوير الأنشطة الرقمية بشبكة مراكز العمل عن بعد. علاوة على تحقيق نقلة نوعية في نشاط المراكز العمومية للانترنيت، وتخصيص 0,5 بالمائة من رقم معاملات مشغلي الاتصالات والمؤسسات الناشطة في القطاع لفائدة البحث والتجديد مقابل 015 بالمائة حاليا.