هل تجد المراة صعوبات فى اثراء الحياة العامة ؟ وما مدى مواكبة القوانين والتشريعات فى تونس والدول العربية لتنامي دور المراة فى المجتمع وفى مختلف اوجه الحياة ؟ هذه الاسئلة وغيرها جمعت اكثر من مائتي امراة تونسية اليوم فى ضاحية قمرت فى ندوة ينظمها الاتحاد الوطني للمراة التونسية بالتعاون مع برنامج الامم المتحة للتنمية.ومثلت الندوة مناسبة لتدارس واقع مشاركة المراة التونسية فى بناء المجتمع الحديث وتعميق الحوار حول جملة التحديات التى تطرحها التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. السيد نور الدين نصر ممثل برنامج الاممالمتحدة للتنمية بتونس لاحظ ان اهداف الالفية الثالثة للتنمية نزلت مسالة النهوض بالمراة وتعزيز حضورها فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مرتبة متقدمة ودعت الى تفادى كل المعوقات والاشكاليات ايا كانت طبيعتها لترسيخ هذا التوجه كخيار ثابت ومبدئي ضمن السياسات والبرامج الوطنية والاقليمية الهادفة لمزيد تطوير مشاركة المراة فى الحياة العامة. وثمنت السيدة جورجيا دى باولي مديرة مشروع “انسترو” حول تعزيز القدرات الريادية للمراة ومشاركتها فى السياسة المكانة المتميزة التى بلغتها المراة التونسية والارادة السياسية القوية التى نزلت النهوض بالمراة وتطوير مساهمتها فى الحياة العامة والمدنية ضمن اولويات سياستها الاجتماعية مما جلب لها احترام وتقدير الهيئات الاممية ويهدف مشروع “انسترو” الذى ينجزه معهد الاممالمتحدة الدولي للبحث والتدريب من اجل تقدم المراة ويشمل تونس والجزائر والمغرب الى تعزيز القدرات الريادية للمراة ومشاركتها فى الحياة السياسية وفى اخذ القرار فى هذه الدول. وفى سياق متصل اشارت السيد نزيهة الزوابي مديرة المراة بوزارة شوون المراة والاسرة والطفولة والمسنين الى ان المراة التونسية لعبت تاريخيا دورا مهما فى بناء الدولة الحديثة. ودعت المراة التونسية الى مضاعفة النضال والعمل بهدف تعزيز المكاسب المنجزة والاستفادة من جملة القوانين والتشريعات التى اقرت بهدف تفعيل دورها فى الديناميكية الاقتصادية والاجتماعية التى تشهدها تونس من ناحية اخرى اشارت السيدة منية بن عمار رئيسة لجنة حقوق الانسان بجامعة الدول العربية الى بروز مفاهيم مغلوطة لا تشجع على اضطلاع المراة بدور ايجابي فى مختلف اوجه الحياة مبينة ان تونس تجاوزت هذا الاشكال بفضل قراءة نيرة للنص الديني واسست لمقاربة حداثية لمشاركة المراة تقوم على المساواة الكاملة مع الرجل وارساء شراكة حقيقية داخل الاسرة والمجتمع. وشهدت جلسات الندوة نقاشات قيمة ابرزت ان ما تحقق للمراة فى تونس على امتداد العقود الماضية هو مكسب وجب المحافظة عليه . كما تم التاكيد على ان التجربة التونسية فى النهوض بالمراة هي نموذجية وحظيت بتقدير دول عديدة وهيئات اقليمية ودولية وهذا يطرح تحديات جديدة من اهمها مزيد تطوير حضور المراة فى مواقع القرار والمسووليات وتفعيل دورها فى المشهد الموءسساتي والمجتمعي من اجل مستقبل افضل لتونس.