أخبار تونس– كان لجمهور الفن التونسي موعد متجدد مع “مهرجان المدينة” في دورته السابعة والعشرين من خلال العرض الافتتاحي، “ليالي باب سويقة”، الذي انتظم مساء يوم السبت بفضاء خير الدين في مدينة تونس العتيقة . وقد حضر هذا العرض جمهور من عشاق الطرب وعدد من أهل الثقافة والفن والإعلام وكذلك السيد عباس محسن رئيس بلدية تونس شيخ المدينة. وللعلم، “باب سويقة” هو أحد أبواب مدينة تونس العتيقة. وكان هذا الباب يقع قرب حي الحلفاوين المجاور لباب العسل وباب الاقواس، بين باب البنات وباب قرطاجنة من الأسوار الداخلية، وبين باب الخضراء وباب سعدون من الأسوار الخارجية للمدينة العتيقة، وكان قد هُدم عام 1861. وهو حاليًا أيضا أحد الأحياء الشعبية لمدينة تونس نسبة إلى ذلك الباب. وكان “باب سويقة” يشهد في شهر رمضان احتفالات ومواكب عديدة حيث توجد فيه العديد من قاعات السهرات الليلية أو ما يسمى “الكافيشانطا” . ويسترجع عرض”ليالي باب سويقة”، ليالي رمضان بقاعة “الفتح” وقاعة “قرطبة” سنوات الستينات والسبعينات في “باب سويقة” أحد أحياء مدينة تونس العتيقة. هذا الحفل هو من إعداد وتصور الموسيقار حمادي بن عثمان وأمنه عدد من الفنانين التونسيين الشبان والمخضرمين على حدّ سواء وهم: روضة بن عبد الله، وعماد عزيز، وأسماء بن أحمد، ومنجية الصفاقسي، وليليا الدهماني، ومنير المهدي والممثل عزوز الشناوي الذي قدّم وصلة غنائية فكاهية لثلّة من “مونولجيي” تونس القرن العشرين، وأخيرا الراقصة أسمهان. وقد استمتع الجمهور الحاضر باستعادة أغاني نجوم تلك الفترة نشطت أمثال “علي الرياحي” و”صالح الخميسي” والفنانة “علية” والمطربة “نعمة” و”الهادي القلال” و”صفية شامية” و”صليحة”. نجح مجموعة من الشباب المثقف موسيقيا و المتشبع بالقيمة الفنية للتراث الموسيقي الذي يتعامل معه في استحضار وأداء الروائع التي ميزت ليالي باب سويقة من مثل “ما احلى ليالي شبيلية” و”زينة يابنت الهنشير”و”نظرة من عينك تسحرني”و”جميع الحروبات وفات إلا الحرب آنا ومرتي”و”كلمني في التليفون”و”قالولي اسمر” ومعزوفة رضا القلعي الشهيرة التي تتغنى بجرجيس . والجدير بالذكر أن الدورة السابعة والعشرين من “مهرجان المدينة” تتضمّن 44 عرضا فنيا تونسيا وأجنبيا. كما تسجل هذه الدورة مشاركة فنانين تونسيين ومن جنسيات مختلفة عربية وأجنبية. وسيكون الجمهور على موعد مع عروض من أنماط فنية متنوعة كسهرة “ويحلو السهر” للمؤرخ عبد الستار عمامو يوم 30 أوت، وعرض “خرجة سيدي بوعلي” تماشيا مع الأجواء الروحانية لشهر الصيام. ويختتم المهرجان بحفل للفنان صابر الرباعي الذي وعد حسب إدارة المهرجان بتقديم برنامج خاص بهذه الدورة. ويذكر أن ميزانية المهرجان تقدّر بحولي 470ألف دينار وهي لا تختلف عن ميزانية الدورة الفارطة.