تحول الرئيس زين العابدين بن علي صباح الأربعاء إلى مقر المجلس الدستوري بباردو حيث تولى تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم 25 اكتوبر 2009 . واستقبل رئيس الدولة لدى وصوله إلى مقر المجلس بحفاوة وترحاب كبيرين من قبل جمع غفير من المواطنين ومن إطارات التجمع الدستوري الديمقراطي ومناضليه الذين جددوا خلال هذا الاستقبال مساندتهم للرئيس زين العابدين بن علي وتمسكهم بتوجهات التغيير وبرامجه وسياساته من أجل رفع التحديات وكسب الرهانات. كما كان في استقبال رئيس الجمهورية رئيس وأعضاء المجلس الدستوري. وبعد ذلك تولى الرئيس زين العابدين بن علي تقديم ملف ترشحه إلى المجلس الدستوري وفقا لأحكام الدستور. ومن شرفات بناية المجلس توجه الرئيس زين العابدين بن علي بالتحية إلى المواطنين والإطارات والمناضلين. وألقى فيهم الكلمة التالية : بسم الله الرحمان الرحيم أيها المواطنون، أيتها المواطنات ، توليت منذ حين على بركة الله ووفقا لأحكام الدستور، تقديم ترشحي لرئاسة الجمهورية، تلبية لنداء الواجب وتجديدا للعهد معكم. فأنتم الذين أحطتموني بكل التأييد والمساندة. وأنتم الذين عبرتم لي بحماسكم الفياض ووفائكم الدائم، عن إصراركم على مواصلة مسيرتنا الموفقة معا نحو المستقبل . لذلك سأجدد العهد معكم، تكريسا للثقة التي غمرتموني بها منذ تحول السابع من نوفمبر 1987. ويسعدني أن أعرب عن بالغ ارتياحي وفائق اعتزازي لهذه الثقة الغالية المتبادلة بيني وبينكم، وأن أتوجه في هذه المناسبة بجزيل الشكر: - إلى الأحزاب السياسية، والمنظمات المهنية، ومكونات المجتمع المدني. - إلى أسرة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي. - إلى أهل الثقافة والإبداع والإعلام والاتصال. - إلى الشغالين والفلاحين والصناعيين والتجار وأصحاب الأعمال عامة. - إلى المرأة التونسية عنوان الحداثة والتقدم في مجتمعنا. - إلى شبابنا المتحفز دائما إلى العلم والعمل. - إلى رياضيينا من كل الاختصاصات الفردية والجماعية المتألقين في سائر البطولات الإقليمية والدولية. - إلى جاليتنا بالخارج المتعلقة بوطنها والغيورة عليه. إنني على العهد معكم جميعا. إنني على العهد معكم لتحقيق المزيد من المكاسب ولتسجيل المزيد من النجاحات. إنني على العهد معكم، لتأمين أكثر ما يمكن من مقومات التطور والنماء، لكل الفئات والجهات والأجيال. إنني على العهد معكم، لنثابر على إعلاء شأن بلادنا في مختلف التجمعات الإقليمية والمؤسسات الدولية. لقد راهنت دائما على وعي شعبنا ونضجه وعلى ذكائه ووفائه في قطع كل مرحلة من المراحل السابقة، ونعول عليه اليوم في هذه المرحلة، لقطع خطوات أخرى حاسمة نحو مراتب العزة والمناعة. وسنحرص على أن تظل تونس على الدوام، وطن الجد والاجتهاد والوسطية والاعتدال، وطن الحوار والتسامح والتضامن والوفاق، تحتضن كل أبنائها وبناتها في الداخل والخارج، ترعاهم وتحميهم، تصون حقوقهم، وتوفر لهم الأمان وأسباب العيش الكريم. وسيكون من أؤكد واجباتنا جميعا في المرحلة القادمة، التحلي بعزيمة أمضى وإصرار أقوى، على خدمة بلادنا، وإثراء مكاسبها، والدفاع عن مصالحها، والتضحية في سبيلها. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقد حضر موكب تقديم ترشح الرئيس زين العابدين بن علي الوزير الأول ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين وأعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ورئيس وأعضاء المرصد الوطني للانتخابات الرئاسية والتشريعية.