من شرفات بناية المجلس الدستوري بباردو توجه الرئيس زين العابدين بن علي يوم 26 أوت 2009 بالتحية إلى المواطنين والإطارات والمناضلين حيث تولى تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 25 أكتوبر 2009. وألقى الكلمة التالية بسم الله الرحمان الرحيم أيها المواطنون أيتها المواطنات توليت منذ حين على بركة الله ووفقا لإحكام الدستور تقديم ترشحي لرئاسة الجمهورية تلبية لنداء الواجب وتجديدا للعهد معكم. فأنتم الذين أحطتموني بكل التأييد والمساندة. وأنتم الذين عبرتم لي بحماسكم الفياض ووفائكم الدائم عن إصراركم على مواصلة مسيرتنا الموفقة معا نحو المستقبل. لذلك سأجدد العهد معكم تكريسا للثقة التي غمرتموني بها منذ تحول السابع من نوفمبر 1987. ويسعدني أن أعرب عن بالغ ارتياحي وفائق اعتزازي لهذه الثقة الغالية المتبادلة بيني وبينكم وأن أتوجه في هذه المناسبة بجزيل الشكر: إلى الأحزاب السياسية والمنظمات المهنية ومكونات المجتمع المدني. إلى أسرة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي. إلى أهل الثقافة والابداع والاعلام والاتصال. إلى الشغالين والفلاحين والصناعيين والتجار وأصحاب الأعمال عامة. إلى المراة التونسية عنوان الحداثة والتقدم في مجتمعنا. إلى شبابنا المتحفز دائما الى العلم والعمل. إلى رياضيينا من كل الاختصاصات الفردية والجماعية المتالقين في سائر البطولات الاقليمية والدولية. إلى جاليتنا بالخارج المتعلقة بوطنها والغيورة عليه. إنني على العهد معكم جميعا. إنني على العهد معكم لتحقيق المزيد من المكاسب ولتسجيل المزيد من النجاحات. إنني على العهد معكم لتأمين أكثر ما يمكن من مقومات التطور والنماء لكل الفئات والجهات والأجيال. إنني على العهد معكم لنثابر على إعلاء شأن بلادنا في مختلف التجمعات الاقليمية والمؤسسات الدولية. لقد راهنت دائما على وعي شعبنا ونضجه وعلى ذكائه ووفائه في قطع كل مرحلة من المراحل السابقة ونعول عليه اليوم في هذه المرحلة لقطع خطوات اخرى حاسمة نحو مراتب العزة والمناعة. وسنحرص على أن تظل تونس على الدوام وطن الجد والاجتهاد والوسطية والاعتدال وطن الحوار والتسامح والتضامن والوفاق تحتضن كل أبنائها وبناتها في الداخل والخارج ترعاهم وتحميهم تصون حقوقهم وتوفر لهم الأمان وأسباب العيش الكريم. وسيكون من أوكد واجباتنا جميعا في المرحلة القادمة التحلي بعزيمة أمضى واصرار أقوى على خدمة بلادنا واثراء مكاسبها والدفاع عن مصالحها والتضحية في سبيلها. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.