أخبار تونس- رغم أن عدد حالات مرض فقدان المناعة المكتسبة “السيدا” المسجلة لدى التونسيين خلال العشرية الأخيرة لم يتعد 70 حالة سنويا إلا أن تونس تولي أهمية كبيرة لمقاومة مخاطر انتشار هذا المرض. وتهدف الجهود الوطنية لمقاومة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة إلى التعريف بمخاطر هذا الفيروس ورعاية المصابين به دون إقصائهم كما ترنو هذه البرامج التي تستفيد من دعم أممي إلى تشريك كافة مكونات المجتمع المدني في مجابهة هذا المرض وفي هذا الإطار انتظمت بمدينة سليانة حلقة تثقيفية وتكوينية حول التعريف بمقومات الصحة الإنجابية السليمة وسبل الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا في صفوف الشرائح الشبابية . وقد حضر هذه الحلقة قرابة 100 شاب وشابة أغلبهم من الطلبة إضافة إلى أطباء وممرضين وأساتذة ومرشدين الاجتماعيين وممثلي المنظمات والجمعيات، وهي الشريحة التي يعتمد عليهم في إبلاغ المعلومة الصحيحة والتثقيف والتوعية والتحسيس. وتضمن برنامج الحلقة الذي أشرف على تنفيذه أطباء اختصاص في الأمراض السارية والمنقولة جنسيا والسيدا وأخصائيون نفسانيون التعريف بالمخاطر التي قد تصيب الشباب ومسبباتها وكيفية انتشار العدوى وأساليب التوقى منها وطرق التعامل معها عند الاقتضاء. وتميزت حلقة التوعية بحوار صريح وتناولت مختلف جوانب هذا المحور الصحي بطريقة إفهام سلسة وبيداغوجية نافذة من أجل إبلاغ المعلومة الصحيحة وترسيخها. ويندرج تنظيم هذه الحلقة في إطار دعم الشراكة وتعزيز الجهود الوطنية لمقاومة مخاطر انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة وضمن التعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة السل والملاريا والسيدا يشار إلى أن برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة “الايدز” يعكف حاليا على إعداد دليل مصطلحات بثلاث لغات يهدف إلى تحديد المفاهيم ورفع كل لبس او خلط في المسميات التي قد تنطوي على ضرر بالنسبة إلى حاملي الفيروس. ويوصي معدو هذا الدليل بتجنب استخدام عبارات من قبيل “المصاب بالسيدا” و”ضحية السيدا” على اعتبار أن هذه المصطلحات تحيل إلى معاني استكانة المريض وخضوعه للأمر الواقع وعدم قدرته على التعايش مع المرض. يذكر أنه قد تم اختيار الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري نظرا لخبرته وقدرته المؤسساتية والتنظيمية، كمنتفع رئيسي بمشروع مقاومة مخاطر انتشار فيروس “السيدا” وتكليفه بتنفيذ البرنامج بالكامل والتنسيق مع مختلف المتدخلين والإشراف على حسن التصرف في الاعتمادات المالية، وذلك في إطار برنامج التعاون الثنائي بين تونس والصندوق العالمي لمكافحة “السيدا” و”السل” و”الملاريا. هذا وقد انطلق البرنامج منذ سبتمبر 2007 وسيمتد إلى غاية سنة 2012 بميزانية جملية تناهز ال 22.6 مليون دينار. ويتضمن البرنامج عديد الأهداف الرئيسية والفرعية. ويتولى 150 نشاطا بالعمل في ميادين الوقاية من” السيدا” والتقصي المبكر والعلاج والتكفل الصحي والنفسي والاجتماعي وتطوير مناهج العمل وآلياته إلى جانب تعزيز القدرات المؤسساتية لجميع المتدخلين. تجدر الإشارة إلى أن فيروس السيدا يعد من الأكثر انتشارا في العالم حيث يوجد اليوم حوالي 65 مليون مصاب، ويسجل كل يوم نحو 16 ألف إصابة أي إصابة واحدة كل 5 ثوان، من بينها 8500 تمس الأطفال فقط. كما توفي بسببه ما يزيد عن 20 مليون شخص في العالم