أخبار تونس – يتوالى تباعا اهتمام الصحافة العربية والعالمية بتطور التجربة التونسية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك تعبيرا من هذه الصحف والمجلات عن فرادة التجربة وعن الاختيارات الصائبة والتمشي السليم لتونس. فلقد أفردت مجلة “كراسات الشرق” في عددها الأخير رقم 97 حيزا كبيرا من صفحاتها تناولت فيه بالتحليل أهم مميزات مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس ووضعية المرأة التونسية وآليات التضامن، مشددة على الاستراتيجية الوطنية الناجحة في مقاومة التطرف الديني. وعنونت المجلة هذا الملف ب “الاستثناء التونسي” مركزة على التناغم القائم بين السلطة والشعب التونسي، الذي جاء نتيجة التلازم بين التطور السياسي والنمو الاقتصادي، مما وفر المقومات الاساسية لتعزيز التضامن بين المواطنين. وتعتبر المجلة الفصلية “كراسات الشرق” من أهم المجلات المهجرية المختصة في الدراسات والبحوث حول العالم العربي، وتصدر بباريس عن مركز الدراسات حول الشرق الأوسط بفرنسا، ويشرف على إدارتها وتحريرها الصحفي والخبير السياسي الفرنسي اللبناني أنطوان صفير. كما أنها ليست هذه المرة الأولى التي تخصص مجلة “كراسات الشرق” حيزا هاما من صفحاتها حول تونس إذ كانت قد اشتملت بعض اعدادها السابقة على ورقات حول تونس، خاصة العدد 33 والعدد 66. وأفرد العدد 97 من “كراسات الشرق” افتتاحيته لتجربة تحديث المجتمع التونسي، مؤكدا على ترسيخ مفهوم المواطنة في هذا البلد، قائلا انه من النادر ان يوجد مثيل لذلك في بلدان المنطقة وفي البلدان العربية بل وأيضا في العالم. وأشاد مدير النشرية انطوان صفير في مقاله الافتتاحي بالسعي الدؤوب من قبل كافة أطراف المجتمع الى مكافحة الفقر ودعم مكانة الطبقة الوسطى والحفاظ على زيادات سنوية منتظمة في الأجور مهما كان الظرف الداخلي أو الخارجي، فضلا عن التسهيلات الممنوحة للحصول على مسكن. وذكّر السيد انطوان صفير بأن التونسيين يدينون للرئيس بن علي بإحداث صندوق التضامن الوطني (26/26) للأخذ بأيدي الفئات الأكثر احتياجا. ولم يهمل انطوان صفير في نصه جانب المكاسب التي تحققت للمرأة ومنها بالخصوص الحقوق الاجتماعية، مشيرا إلى المؤشرات العامة للتغطية الاجتماعية بعنوان سنة 2008 اضافة الى تأمين استفادة كافة السكان من الخدمات الصحية دون تمييز والى حصيلة المنظومة التربوية التي قال انها تتميز بالنجاعة وبتساوي الحظوظ. أما على الصعيد الاقتصادي فقد بين العدد أن أغلب مؤشرات الاقتصاد الجملي تترجم الوضعية الجيدة لتونس اليوم ولما تحققه من تقدم وتعكس ايضا قدرتها المتنامية على استقطاب الاستثمارات الاجنبية المباشرة. ومن جهة أخرى كان أنطوان صفير قد أنجز كتابا منذ سنتين عن تونس صدر باللغة الفرنسية عن دار الأرخبيل، بباريس بعنوان “تونس.. أرض المفارقات”. ويتبع أنطوان صفير في مقاربته للتجربة التونسيّة “منهجا تحليليا للخيار الحضاري”، وتعدّ تونس حسب رأيه رائدة في العالم العربي تتميز بالحداثة والأصالة.