كانت تونس ونجاحاتها محل تثمين واشادة خلال ندوتين انعقدتا يوم الاثنين في جينيف التامت أولاهما بنادى الصحافة السويسرية بجينيف الذى يديره السيد “غي ميتان” النائب عن جينيف والرئيس المقبل لبرلمان هذه المدينة وثانيتهما احتضنها نادى روءساء الموءسسات بجينيف الذى ترأسه السيدة “تيستا اينزا هايغي”. ففي لقاء مع كل من الصحافي الفرنسي فرانسوا بيسي الذى الف كتابا صدر خلال الشهر الماضي في فرنسا تحت عنوان “تونس... بوابة مفتوحة على الحداثة” وزميله أنطوان صفير مدير مجلة كراسات الشرق التي خصصت عددها الاخير لتونس من خلال ملف بعنوان الاستثناء التونسي استعرض الصحافيون السويسريون وممثلو وسائل الاعلام الدولية والاعلاميون المعتمدون لدى منظمة الاممالمتحدة الى جانب عدد كبير من الشخصيات من عالم الاقتصاد ومن الجامعيين السويسريين مختلف أوجه نجاحات تونس خلال العقدين الماضيين. وبعد أن افتتح بنادى الصحافة السويسرية الندوة الاولى بعنوان نظرات متقاطعة حول تونس أحال السيد غي ميتان الكلمة الى السيد أنطوان صفير الذى تمحورت مداخلته حول موضوع تونس بلد يتقدم بثبات وقدم فيها بسطة حول الانجازات العديدة التي سجلتها تونس في مختلف المجالات على غرار التربية والصحة والنمو الاقتصادى والاليات المتعددة للتضامن التي أحدثها الرئيس زين العابدين بن علي من أجل تأمين التوزيع العادل لثمار التنمية الاقتصادية وهو ما يبرز أساسا من التوسع المطرد للطبقة الوسطى التي تضم اليوم نسبة 80 بالمائة من السكان. وأبرز السيد أنطوان صفير كذلك الدور المحورى الذى تلعبه الدولة التونسية التي تمكنت وبفاعلية ونجاعة من القيام بمهامها في خدمة مواطنيها وتجنيب شعبها التوظيفات الخاطئة للاسلام التي جرت ويلات كبيرة على عديد البلدان الاخرى. ولدى تقديمه مقالات من الملف الذى خصصته مجلته لتونس تناول السيد صفير بالتحليل أسباب تعلق الشعب التونسي ومساندته لقائده الذى أتاح له أن يقتحم منذ اكثر من عشريتين مرحلة تتميز برفاه واستقرار لا مثيل لهما في تاريخه. كما ابرز الروح الوطنية التي تميز التونسيين بمختلف أجيالهم وفئاتهم والذين يرفضون مع ممارستهم للنقد عند الحاجة محاولات تزييف وتزوير الحقائق التي يقوم بها بعض المعارضين الذين تحركهم اياد خارجية. وخلص السيد أنطوان صفير الى أن تونس ولئن كانت بلدا صغيرا في حجمه الجغرافي فانها بلد يتقدم ويحقق نجاحات باهرة في عديد المجالات بما يؤهله لان يكون مثالا يحتذى لعدد كبير من البلدان الاخرى حيث أنه نجح بالاعتماد فقط على ثروته الاساسية وهي ذكاء مواطنيه. وقد شجب مدير كراسات الشرق الذى كتب مقدمة موءلف فرانسوا بيسي بعض الاطراف الغربية التي لا تتورع عن اعطاء الدروس وتمضي في تحاملها على تونس فيما هي تشكل نموذجا نادرا على صعيدى القارة الافريقية والمنطقة لبلد يسير بخطى ثابتة على درب التقدم في مختلف المجالات. وقدم الكاتب فرانسوا بيسي اثر ذلك كتابه الاخير تونس بوابة مفتوحة على الحداثة مبرزا “النهج الخصوصي الذى اختارته الرئيس بن علي”. وبين أن هذا النهج المنغرس في التربة التونسية أتاح للرئيس بن علي النهوض ببلاده مع الحرص على التوزيع العادل للثروات. واستعرض الكاتب بعض خصوصيات الانموذج التنموى التونسي وحصيلته الايجابية للغاية والتي كانت محل تنويه واشادة من قبل عديد الموءسسات الدولية ووكالات الترقيم العالمية الاكثر شهرة والتي لا يمكن لاحد ان يشكك في نزاهتها وموضوعيتها. وجرى اثر ذلك تبادل للاراء مع الحاضرين بما أتاح للمحاضرين تقديم اجابات وتوضيحات حول تساؤلات المشاركين في الندوتين. وانتظم بعد ظهر نفس اليوم بجينيف موكب اخر خصص لتقديم كتاب فرانسوا بيسي وكان مناسبة استعرض فيها الكاتبان خصوصيات نموذج التنمية المتضامنة المتوازنة الذى أرساه في تونس الرئيس زين العابدين بن علي.