أخبار تونس – احتضن مدرج المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس العاصمة مساء الجمعة ندوة صحفية حول “صناعة السيارات” جمعت المهندس الياباني في التكوين السيد هيروشي هانيكي بعدد من الاساتذة والباحثين والطلبة والاعلاميين. وقدم السيد شهاب بودن مدير المدرسة الوطنية للمهندسين الاستاذ المحاضر بجامعة “هويسي” اليابانية في اختصاص الهندسة الميكانيكية، مستعرضا جوانب من سيرته الذاتية الحافلة بالتتويجات، قائلا “انه لشرف كبير ان يحل في رحاب احدى أعرق الجامعات العلمية الوطنية الاستاذ هيروشي هانيكي صاحب الخبرة الطويلة في مصانع شركة “موتسي بيتشي” للمحركات”. ويعمل المهندس هيروشي هانيكي في عدة مجالات لصناعة السيارات مثل تكوين الصانعين والاشراف على وحدات تركيب السيارات ودهنها بالاضافة الى ميدان التسويق والصيانة وتطوير المشاريع الكبرى في تصميم السيارات. وفي البداية وضع المهندس هيروشي هانيكي محاضرته في اطارها العام، إذ تتنزل في سلسلة جولاته بأهم جامعات الهندسة الميكانيكية في العالم وأشهر المصانع التي لها صيت دولي مرموق، ثم طرح التخطيط العام لمحاضرته مقسما إياها الى سبعة أقسام كبرى. وتعد اليابان من الدول الرائدة في مجال صناعة السيارات فهي ثاني أضخم صناعة يابانية وهناك 897 مليون سيارة مستخدمة في طرقات العالم حسب إحصاءات عام 2005، نسبة كبيرة منها صناعة يابانية. ولقد احتفلت إحدى الشركات الضخمة لصناعة السيارات اليابانية ببيع 100 مليون سيارة على مدى تاريخها وعقدت العزم على ضرب الرقم القياسي للمبيعات في العالم، وبيع 10 ملايين سيارة من إنتاجها في العام 2009. ويكمن سر نجاح صناعة السيارات باليابان في وضع جدول مسبق وطويل المدى لبعث المشاريع وادارة مختلف الحلقات مثل التصميم والتركيب والتسويق والصيانة. كما يحرص المصنعون اليابانيون على التحسين المستمر للابتكارات وتطوير روح الفريق داخل كل قسم للعمالين في مجال صناعة السيارات. وتمكنت اليابان وفق هذا التخطيط المحكم من بسط نفوذها على أغلب الاسواق العالمية منذ عشرين سنة تقريبا متبعة طريق التفوق والامتياز بلا هوادة محطمة كل التحديات والمنافسات. ويعمل المشرفون على صناعة السيارات في اليابان على التكوين الجيد للعاملين بأهم المصانع مثل “ميتسي بيشي” و”تويوتا” مركزين على ما يعرف باقتصاد “اليد العاملة” بالاضافة الى تحسين اداء مركبي السيارات من خلال تخفيض ساعات العمل وطلب الجودة والاتقان وذلك تحت اشراف مهندسين ماهرين وأكفاء. وانجز المصنعون اليابانيونبتونس الى حد الآن ما يقارب 130 مشروعا في ميدان صناعة السيارات مما مكن من تشغيل حوالي 120 ألف عامل وتتوزع نسب هذه الاختصاصات المعملية بين 16 % في صناعة الكابلات و11 % في تصنيع الفرامل و20 % في الاآلات والعجلات المطاطية. وتضع شركة ميتسي بيشي التي يشتغل لحسابها المهندس هيروشي هانيكي نظاما صارما وطيعا في نفس الوقت لتحسين جودة خدماتها فهي على سبيل المثال تتفادى قدر الامكان بلوغ حافة التضخم في الانتاجية كما ان عمالها يوقفون في الحين عملية التركيب كلما حدث طارئ مخل بسمعة الشركة. وفي تصريح خاص لأخبار تونس قال المهندس الياباني هيروشي هانيكي ان الهدف من زيارته لتونس هو مزيد تكوين الاطارات التي تحتاجها المؤسسات والمصانع في تونس بالاضافة الى تزويد الباحثين والطلبة في مجال الهندسة الميكانيكية بالتجربة الكافية لاعداد مشاريع تخرج متكاملة ومتطورة. أما شهاب بودن مدير المدرسة الوطنية للمهندسين فقال بدوره ان الندوة تمثل حلقة انفتاح للجامعة التونسية على أحدث الابتكارات في مجال صناعة السيارات خاصة طريقة التنظيم والتصرف في عالم انتاج السيارات.