أخبار تونس – كان للثورة المعلوماتية والاتصالية تأثيرات عميقة على الاقتصاد العالمي وعلى المجتمع في العقود الأخيرة، وذلك عبر تغير أنماط الإنتاج والتوزيع ومفاهيم التجارة والتشغيل. وجاء مفهوم “العمل عن بُعد” كأحد الإفرازات الطبيعية لهذه الثورة، حيث أدى التنامي السريع في خطوط الاتصالات وانخفاض تكلفتها إلى ظهور أنماط جديدة من العمل، وهو ما تلاشت معه الحواجز الجغرافية والمسافة بين العامل وعمله. وتبدو أهمية تكريس هذا المفهوم في أنه يساعد على توفير فرص عمل جديدة لمواجهة أزمة البطالة التي تشتكي منها جل دول العالم. وفي سياق اهتمام تونس بمختلف الجهات وإيجاد الحلول لمختلف شرائح المجتمع خاصة مشاكل التشغيل، احتضنت مدينة قفصة يوم الأربعاء يوما دراسيا حول مراكز العمل عن بعد بمشاركة عدد هام من المستثمرين والباعثين الشبان وممثلين عن مؤسسات تونسية وأجنبية ناشطة في ميدان تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وكان اللقاء فرصة للتعريف بفرص الاستثمار المتوفرة في المراكز الجهوية للعمل عن بعد ولا سيما في مجال مراكز النداء والخدمات عن بعد والإعلامية والميلتميديا. واستعرض السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال لدى إشرافه على هذا اللقاء الآفاق الرحبة التي توفرها مراكز العمل عن بعد لتعزيز الاستثمار والتشغيل في القطاعات المجددة التي تعتمد تكنولوجيات الاتصال والخدمات عن بعد مبرزا أهمية القرار الرئاسي بإحداث شبكة من مراكز العمل عن بعد بمدن الرديف والمتلوي وأم العرائس والمضيلة إضافة إلى المركزين المحدثين بمدينة قفصة. ويذكر أن تسعة مراكز للعمل عن بعد تنشط بمدينة قفصة، في مجالات تطوير البرمجيات ومعالجة وتخزين المعطيات عن بعد ومراكز النداء وتوفر 330 موطن شغل. وفي مدينة الرديف زار الوزير مركزا مماثلا من المتوقع أن يدخل حيز النشاط الفعلي مع بداية شهر ديسمبر المقبل ومن المتوقع أن تنتصب فيه مؤسسة تونسية ايطالية تنشط في مجال الخدمات عن بعد. ومن المؤمل أن توفر ما لا يقل عن 250 موطن شغل. وتعرف السيد الحاج قلاعي بمدينة أم العرائس على مكونات المشروع الرئاسي القاضي ببعث مركز للعمل عن بعد والذي ستنطلق أشغال انجازه قريبا كما زار فضاء صناعيا معدا للاستثمار و وحدة لصنع كوابل السيارات تابعة لمجموعة “يازاكي” اليابانية. كما اطلع بمدينة قفصة على فضاء من المتوقع أن يحتضن مركز التجديد التكنولوجي الذي تعتزم مؤسسة “ميكروسوفت” إنشاءه بالجهة قصد توفير الإحاطة والدعم التكنولوجي للباعثين والمستثمرين في مجالات الإعلامية والميلتميديا والتكنولوجيات الحديثة. وعلى هامش الزيارة تعرف الوزير بالمناسبة على مكونات مشروع إعادة بناء مركز البريد بالرديف. ويشار إلى أن تونس أصبحت اليوم وجهة عالمية لمراكز النداء والإسناد الخارجي إذ تستقطب أكثر من 200 مركز نداء تساهم في معاضدة المجهود الوطني على مستوى تصدير الخدمات والتشغيل عبر توفير ما يزيد عن 17 ألف فرصة عمل حاليا.