أخبار تونس– تعدّ الفترتان الفينيقية والبونية من أهم الفترات التاريخية ومن أثراها بالبلاد التونسية. وقد عرفت الحضارتين مدا كبيرا طال السواحل الإفريقية للبحر المتوسط. وستكون الفترتين الفينيقية والبونية محورا للدورة السابعة للمؤتمر الدولي للدراسات الفينيقية والبونية الذي ينتظم بمدينة الحمامات من 10 إلى 14 نوفمبر 2009 بعنوان “الحياة والدين والموت في العالم الفينيقي والبوني”. ويشرف على هذا المؤتمر المعهد الوطني للتراث بالتعاون مع الوكالة الوطنية لإحياء التراث والتنمية الثقافية ووحدة البحث قرطاج البونية وانتشار ثقافتها. ويشارك في التظاهرة 250 باحثا مختصا في علمي الآثار والنقوش من عدد من البلدان العربية والأجنبية سيتناولون بالدرس مسائل تعنى بالخاصيات الهندسية للمعالم التاريخية ومميزات الطقوس الجنائزية وثراء المخزون الثقافي والأدبي للحضارتين الفينيقية والبونية. كما يستغل المنظمون هذا المؤتمر للكشف عن المجسمات الأثرية التي عثر عليها علماء الآثار والحفريات في المعبد البوني بمدينة كركوان الساحلية وعلى تماثيل من الفخار تم اكتشافها بمنطقة الجم ويعود تاريخها إلى العهد البوني. وسيتطرق المشاركون في مداخلاتهم العلمية إلى موضوع “طريق الفينيقيين” المندرج ضمن البرنامج العام للمسارات الثقافية الأوروبية مما يشكل فرصة للتأكيد على ضرورة بناء الحوار بين ثقافات المتوسط وتفعيله باستمرار. وتستضيف تونس فعاليات المؤتمر السابع للمؤتمر الدولي للدراسات الفينيقية والبونية بعد انعقاد دورته السادسة بالعاصمة البرتغالية لشبونة في نوفمبر 2005 بلشبونة. ويحدد المؤرخون وعلماء الآثار فترة انتشار واستيطان السلالة الفينيقية بين 1200 و814 ق م وذلك عندما طالت هجرات البحارة الفينيقيين (الكنعانيين) مناطق كثيرة من حوض البحر الأبيض المتوسط. وطالت الهجرات الفينيقية عدة مناطق من السواحل الإفريقية للمتوسط وأساسا بشمال تونس . وتميزت هذه الفترة بنشاط تجاري مكثف وعرفت عدة ممارسات دينية وطقسية. ومازالت بعض آثار هذه النشاطات قائمة في عدة مدن تونسية مثل مدينة “أوتيك” ومدينة قرطاج وسوسة التي كانت تحمل اسم”حضرموت”. أما المرحلة البونية فيحددها المؤرخون في الفترة الممتدة بين 814 و550 ق م ويشير مصطلح “بوني” أو “الفوني” إلى الفترة التاريخية التي تبدأ منذ التأسيس الفعلي لمدينة قرطاج عام 814 ق م وتنتهي بظهور الأسرة “الماجونية” في قرطاج حيث بدأت قرطاج بعدها تلعب الدور السياسي والحضاري المعروف لها وتمتد كدولة كبيرة تشمل سواحل شمال إفريقيا من خليج “سرت” شرقا حتى سواحل المحيط الأطلسي غربا.